للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأُخْبِرَ بذلك، فقال: (لو علمت لشوَّقت تشويقًا، أو حبّرت تَحبِيْرًا. فهذا وجهه لا الألحان المطرِبة الملهية (١).

[إجماع السلف على تحريم قراءة القرآن بالألحان الموسيقية]

وقد نُقِلَ الإجماعُ عن جمع من أهل العلم، ومنعه على الإطلاق آخرون، منهم:

١ - ابن القيم وابن تيمية: وقد مر بنا كلامهما آنفًا

٢ - ابن رجب الحنبلي (ت: ٦٩٥ هـ):

وقد نقل ابن رجب في "نزهة الأسماع" إجماع السلف- كذلك- على تحريم قراءة القرآن بالألحان الموسيقية عن أبي عبيد وغيره من الأئمة، فقال: وأنكر ذلك أكثر العلماء، ومنهم من حكاه إجماعًا، ولم يُثبت فيه نزاعًا؛ منهم أبو عبيد وغيره من الأئمة. (٢)

٣ - ابن سيرين:

ومما حكى هذا الإجماع- كذلك- محمد بن سيرين (ت: ١١٠ هـ) حيث يقول:

كانوا يرون هذه الألحان في القرآن محدثة. (٣)، وقوله: "كانوا" يعني به الصحابة والتابعين.

٤ - ابن كثير (ت: ٧٧٤ هـ):

وقال الحافظ ابن كثير في مقدمة تفسيره - بعد أنّ ذكر كلام السلف في النهي عن قراءة الألحان-:

وهذا يدل على أنه محذور كبير، وهو قراءة القرآن بالألحان التي يسلك بها مذاهب الغناء، وقد نص الأئمة، رحمهم الله، على النهي عنه، فأما إن خرج به إلى التمطيط الفاحش الذي يزيد بسببه حرفًا أو ينقص حرفًا، فقد اتفق العلماء على تحريمه. (٤)

٥ - ابن الجوزي (ت: ٥٩٧ هـ):

وابن الجوزي يعتبره من خوارم المروءة المسقطة للعدالة، حيث يقول رحمه الله:

التلحين في القراءة، تلحين الغناء والشَّعر. وهو مسقط للعدالة ومن أسباب رد الشهادة، قَضَاءً. وكان أول حدوث هذه البدعة في القرن الرابع على أيدي الموالي.

ومن أغلظ البدع في هذا تلكم الدعوة الإلحادية إلى قراءة القرآن على إيقاع الأغاني مصحوبة بالآلات والمزامير. (٥)


(١) فضائل القرآن، لأبي عبيد القاسم بن سلام (ص ١٦٤).
(٢) نزهة الأسماع (ص: ٧٠).
(٣) - رواه الدارمي (٣٥٤٦).
(٤) تفسير ابن كثير (١/ ٦٥).
(٥) تلبيس إبليس (ص: ١١٣ - ١١٤)

<<  <   >  >>