للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويرى الزمخشري والبيضاوي والرازي وأبو حيان وابن كثير وابن عاشور والرافعي وغيرهم أن آية هود نزلت قبل آية يونس.

[مشاهد التحدي بين العجز والإعجاز]

في أشد مشاهد ووقائع التحدي لأهل اللغة والفصاحة والبيان يقول تعالى: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) (الإسراء: ٨٨).

[يقول ابن كثير رحمه الله]

" محمد-صلى الله عليه وسلم-بعثه الله في زمن الفصحاء والبلغاء ونحارير الشعراء، فأتاهم بكتاب من الله-عز وجل-، لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة من مثله لم يستطيعوا أبدًا، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا، وما ذاك إلا لأن كلام الرب لا يشبهه كلام الخلق أبدًا". (١)

[ويقول البغوي (ت: ٥١٦ هـ) -رحمه الله-]

"نزلت حين قال الكفار: لو نشاء لقلنا مثل هذا فكذبهم الله تعالى فالقرآن معجز في النظم والتأليف والإخبار عن الغيوب وهو كلام في أعلى طبقات البلاغة لا يشبه كلام الخلق لأنه غير مخلوق ولو كان مخلوقًا لأتوا بمثله". (٢)

[ويقول أبو السعود: (ت: ٩٨٢ هـ)]

"قل للذين لا يعرفون جلالة قدر التنزيل ولا يفهمون فخامة شأنه الجليل، بل يزعمون أنه من كلام البشر. لئن اجتمعت الإنس والجن أي: اتفقوا. على أن يأتوا بمثل هذا القرآن المنعوت بما لا تدركه العقول من النعوت الجليلة في البلاغة، وحسن النظم، وكمال المعنى، وتخصيص الثقلين بالذكر; لأن المنكر لكونه من عند الله تعالى منهما لا من غيرهما، لا لأن غيرهما قادر على المعارضة". (٣)


(١) -تفسير ابن كثير (٢/ ٤٥).
(٢) تفسير البغوي (٥/ ١٢٧).
(٣) - تفسير أبي السعود: (٥/ ١٩٤).

<<  <   >  >>