للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قراءة بمنزلة الآية؛ إذ كان تنوع اللفظ بكلمة تقوم مقام آيات، ولو جعلت دلالة كل لفظ آية على حدتها لم يخف ما كان في ذلك من التطويل". (١)

٦ - كتبت الصحف العثمانية على لسان قريش الذي نزل به القرآن ابتداءً وظل المسلمون يقرأون القرآن على حرف قريش إلى أن حصلت الاستزادة المشهورة بالرخصة في القراءة على سبعة أحرف، وهذا في دلالة أن القراءة استمرت على هذا الحرف زمنًا، وهذا لا شك يشير ويدلل على أن لغات العرب تندرج تحت الأحرف السبعة بلا شك.

المطلب الرابع: علاقة الأحرف السبعة برسم القرآن (٢)

هذا المبحث له تعلق وثيق بلغات العرب، والمعنى المقصود والمراد هنا من هذا المبحث هو رسم القرآن وفق الأحرف السبعة، أما لهجات العرب فتعلقها باللفظ المنطوق لا بالخط المرسوم، ذلك لأن اللهجات لا تؤخذ من الخط المرسوم، وإنما تؤخذ من طريقة اللفظ المنطوق.

[الرسم في المفهوم اللغوي]

الرسم بمعنى المرسوم في اللغة، وأصله: الأثر، والمقصود هنا: أثر الكتابة في اللفظ.

ويرادفه الخط، وهو في اللغة: الطريقة المستطيلة في الشيء، وجمعه أخطاط وخطوط، ويرادفه كذلك الكتب بالقلم. (٣)

[مفهوم الرسم العثماني]

ورسم المصحف يراد به الوضع الذي ارتضاه عثمان- رضي الله عنه- في كتابة كلمات القرآن وحروفه. والأصل في المكتوب أن يكون موافقًا تمام الموافقة للمنطوق من غير زيادة ولا نقص ولا تبديل ولا تغيير. لكن المصاحف العثمانية قد أهمل فيها هذا الأصل فوجدت بها حروف كثيرة جاء رسمها مخالفًا لأداء النطق وذلك لأغراض شريفة. (٤)

[سبب نسبة الرسم إلى عثمان]

ونسبة هذا الرسم إلى عثمان ليست نسبةَ اختراع؛ وإنما نسب إليه لأنه هو الذي أذاعه في الآفاق وعمَّمه، بعد أن نقله من صحف أبي بكر الصديق ومما مع الصحابة، مع وفرة الشهود الذين


(١) - النشر في القراءات العشر، لابن الجزري: (١: ٥٢).
(٢) - وللاستزادة في بحث الرسم العثماني يرجع إلى المبحث الرابع: "الرسم العثماني"، ففيه الغنية والكفاية بإذن الله.
(٣) - يُنظر: من لطائف البيان في رسم القرآن شرح مورد الظمآن؛ للشيخ أحمد محمد أبو زيتحار، القسم الأول، ص ١٣، ط/ قطاع المعاهد الأزهرية. بتصرف.
(٤) مناهل العرفان للزرقاني: (ص: ٣٦٩).

<<  <   >  >>