للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبحان الله الذي قال في محكم كتابه: (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم) (محمد: ٣٨).

[العرض الثالث لفكرة المشروع]

عَرْض فكرةِ المشروع على الشيخ شلتوت (ت: ١٣٨٣ هـ) رحمه الله:

ولما اختمرت الفكرة ووضع الدكتور لبيب السعيد معالمها ولاقت قبولًا واستحسانًا، -عرضها على الشيخ شلتوت- فرحب بها الأزهر، وأبدى الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر ارتياحه ورضاه عنها.

اختيار الشيخ الحصري (ت: ١٤٠٠ هـ) -رحمه الله-، وترشيحه لهذه المنقبة العظيمة

وأراد الدكتور لبيب السعيد أن يأنس بقبول الرأي العام حول التلاوة المرسلة التي سيسجل بها الجمع الصوتي حيث لم تكن مشهورة وقتها؛ فطلب من الشيخ محمود خليل الحصري (ت: ١٤٠٠ هـ) (١) أن يقرأ بها في حفل أقيم بقاعة المحاضرات الكبرى بالأزهر، فلاقت هذه التلاوة قبولًا عند الحاضرين.

احتاج تنفيذ المشروع الى تمويل مادي ضخم، ولم تكن جمعية "المحافظة على القرآن الكريم" ذات رصيد مادي يغطي نفقات المشروع، مما جعل الدكتور يعرض فكرة التنفيذ على الإذاعة المصرية فوافقت بشرط أن تبث ما يتم تسجيله على موجاتها حصرًا.

فانتدب الدكتور لبيب السعيد ثلاثة من أشهر القراء والعلماء لتنفيذ مشروعه الكبير وهم: الشيخ محمود خليل الحصري (ت: ١٤٠٠ هـ)، ليسجل القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم الكوفي، والشيخ مصطفى الْمَلَّواني على أن يسجل رواية خلف عن حمزة، والشيخ عبد الفتاح القاضي (ت:

١٤٠٣ هـ)،، وكان يشغل رئيس لجنة مراجعة المصاحف بالأزهر الشريف، على أن يسجل قراءة أبي جعفر برواية ابن وردان، وانتخب- القاضي- ليكون مشرفًا على التسجيل (٢).

و يؤكد الوزير "طعيمة":

أن الشيخ "الحصري" -رحمه الله- تطوع بتسجيل القرآن كاملاً بلا أي أجر ..

ثم يتابع "طعيمة" ويقول:

وقد طالبني آخرون من المقرئين بمبالغ تصل إلى خمسة آلاف جنيه لكل منهم، وهو ما لا أملكه للإنفاق على المشروع، وقد كان الشيخ الحصري -رحمه الله- يعمل لمدة ١٢ ساعة يوميًا حتى يستطيع تسجيل القرآن كاملاً في الوقت المطلوب.


(١) - ولم يورد الباحث ترجمته رحمه الله لاشتهارها وذيوعها بين الناس.
(٢) - نقلًا عن الشبكة الإسلامية، بتاريخ: ٣١/ ١/ ٢٠١٩ م.

<<  <   >  >>