للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليست موافقة لرسم المصحف العثماني، وليست قراءة سبعية، وقد ذهب بعض العلماء إلى عدِّها وجهًا تُقرأ به الآية، وقال آخرون إنها قراءة تفسيرية، وأنه أراد تفسير " السعي " في الآية وأنه ليس " المشي بسرعة "، وقد وُجد في مصاحف بعض الصحابة مثل هذا فكانوا يفسرون بعض ألفاظ الآية بشرح تفسيري لها، ويرويها بعض تلامذتهم على أنها قراءة للآية، وإن كان الأظهر في هذه أنها قراءة لعمر -رضي الله عنه-، كان يقرأ بها الآية، وصح إسنادها إليه؛ لكن ذلك لا يعني أنها بدل عن الآية التي أجمع أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- على إثباتها في مصحف عثمان، وتواتر النقل بها بين المسلمين تواترًا ضروريًا قطعيًا، بل هي حرف كان يقرأ به عمر، مع أنه لا ينكر ما سواه، وما أثبت في المصحف هو حرف آخر في الآية، وكل شاف واف، لكن المثبت في المصاحف هو المقطوع بنقله وثبوته. (١).

[وللقراءة الصحيحة المتواترة شروط معتبرة متفق عليها عند أئمة القراءات]

شروط القراءة المتواترة:

يشترط في القراءة المتواترة تحقق ثلاثة شروط متفق عليها:

الشرط الأول: صحة السند واتصاله وتواتره.

الشرط الثاني: موافقة أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالًا.

الشرط الثالث: موافقة العربية ولو بوجه.

فالقراءة الصحيحة إذًا هي:

ما صح سنده، ووافق العربية ولو بوجه، ووافق الرسم العثماني ولو احتمالًا.

وإنما تسمى القراءة الشاذة اليوم كذلك، لكونها شذت عن رسم المصحف العثماني المجمع عليه وإن كان إسنادها صحيحًا.

وشروط القراءة المتواترة قد ذكرها ابن الجزريِّ (ت: ٨٣٣ هـ) - رحمه الله -، في طيِّبةِ النشر حيث يقول:

فَكُلُّ مَا وَافَقَ وَجْهَ نَحْوِ … وَكَانَ لِلرَّسْمِ احْتِمَالاً يَحْوِي

وَصَحَّ إسْنادًا هُوَ الْقُرآنُ … فَهَذِهِ الثَّلاثَةُ الأَرْكَانُ


(١) الجواب عن إشكالات توهَّم السائل أنها تدل على أن القرآن غير محفوظ، الإسلام سؤال وجواب، بتاريخ: ١١/ ٦/ ٢٠١٢ م. بتصرف يسير.

<<  <   >  >>