للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا الكلام النفيس ينبئ - ظاهره لنا- عن مكنون الرجل وحسن طويته وشغل عقله ونفسه وقلبه بهذا الأمر الجليل العظيم، ولا نتألى على الله في ذلك، ولكن كما قال الله تعالى في الإخبار عن إخوة يوسف عليه السلام: (وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ) (يوسف: ٨١)

[العرض الأول لفكرة المشروع]

أول الخطوات العملية

ففيه شهر شعبان من عام ١٣٧٨ هـ، الموافق لنهاية شهر " فبراير"، أو أوائل شهر "مارس" من عام ١٩٥٩ م.

اتخذ الدكتور لبيب السعيد أول الخطوات العملية لبداية مشروعه العملاق فتقدم إلى مجلس إدارة الجمعية العامة للمحافظة على القرآن الكريم ـ والتي كان يترأس مجلس إدارتها وقتئذ ـ بمذكرة واقتراح

قال في مضمونه:

اقتراح مقدم إلى مجلس إدارة الجمعية من رئيسها لبيب السعيد بشأن تسجيل القرآن الكريم صوتيًا بكل رواياته المتواترة والمشهورة وغير الشاذة.

"كما تضمنت المذكرة حيثيات فكرته وهى، أن أهم وسيلة لنقل القرآن الكريم عبر الدهور، كانت ومازالت روايته وتلقينه مباشرة ومشافهة بين الشيخ المُقرئ والتلميذ المتعلم، وهذا هو المعتمد عند علماء القراءة؛ لأنَّ في القراءة ما لا يمكن إحكامه إلا عن طريق السماع والمشافهة"(١)

ثم شرع "لبيب" في بيان اقتراحاته لإتمام مشروعه فيقول - رحمه الله -

أولًا: فيما يختص باللجنة

وأقترح تشكيل لجنة من أعضاء الجمعية تضم إليها من تشاء مِمَّن يُرجى نفعه لأعمالها، وتضع اللجنة منهاجًا كاملاً مفصلاً لتنفيذ المشروع، سواء من الناحية القرآنية، أو ناحية التسجيل الفني، أو من الناحيتين التمويلية والإدارية، كما تحدد المعاونات الممكن الحصول عليها من الجهات الحكومية والشعبية المختلفة، وكذلك تتولى اللجنة ترشيح أعضاء اللجان التي يعهد إليها باختيار علماء القرآن الكريم ممن سيناط بِهم التسجيل.


(١) - للاستزادة يُنظر: مذكرات: أحمد عبد الله طعيمه، وزير الأوقاف، الموسومة بـ" صراع السلطة "، ويُنظر: موقع الهيئة العالمية للقرآن الكريم.

<<  <   >  >>