للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتصديقًا لما نقوله ما ثبت في كتاب الكافي للكليني حيث يروي ويقول:

- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن الحجال، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله -عليه السلام-: … وإن عندنا لمصحف فاطمة-عليها السلام- وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام؟ قال: قلت: وما مصحف فاطمة-عليها السلام-؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد، قال: قلت: هذا والله العلم قال: إنه لعلم وما هو بذاك … (١).

ونختم بكلام الكليني في أصح كتاب عند الرافضة ألا وهو كتاب" الكافي".

وبهذا ينتهى الكلام عن الشبهة الرابعة وجوابها والحمد لله.

الشبهة الخامسة: دعوى الطاعنين بالقول بنقص القرآن على وجه العموم،

ومن تلك الدعاوى الباطلة الزائفة: الدعوى بأن القرآن ليس كاملاً، وأن هناك ما يثبت ذلك، ومنه ما يلي:

١ - ما كان من قول عمر في السقيفة: " كان القرآن ١٠٢٧٠٠ حرفًا ". (٢)

٢ - وما كان من قول عمر كذلك: " لا يدّعيّن أحدٌ أن القرآن مكتمل لأنه قد فُقد معظمه ". (٣) وقد نُسِبَ عزو ذلك القول للسيوطي في الإتقان.

وجواب هذه الشبهة على النحو التالي:

وأما نسبة هذا القول لعمر في السقيفة: " كان القرآن ١٠٢٧٠٠ حرفًا ".

فباطل من وجهين: وهما: الخطأ والتدليس

أما الوجه الأول: فهو من جهة الخطأ فيه

فأما الخطأ فيه: ففي كتابة عدد حروف القرآن، حيث أن الوارد في عددها هو:

" مليون وسبعة وعشرون ألف حرف ".

أما الوجه الثاني: فهو من جهة التدليس فيه

وأما التدليس: فمن جهتين- كذلك -

أما الجهة الأولى: فمن جهة زيادة كلمة " كان " في المتن


(١) - يُنظر: الكافي للكليني: (١/ ٢٣٨ - ٢٤٢).
(٢) يُنظر: الإتقان " للسيوطي: (ص ٨٨).
(٣) - يُنظر: تفسير: الدر المنثور، للسيوطي: (١/ ١٠٤).

<<  <   >  >>