للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمر، وتوثيقًا للقرآن ولجمع كلمة المسلمين فكان يرسل إلى كل إقليم مصحفه مع من يوافق قراءته في أكثر الأغلب. (١)

ويقول -رحمه الله- في مناهله:

بعد أن تم نسخ المصاحف العثمانية، أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان- رضي الله عنه- بإرسالها إلى الأقطار الإسلامية الشهيرة، وأرسل مع كل مصحف مقرئًا من الذين توافق قراءته في أغلبه

قراءة أهل ذلك القطر، وذلك لأن التلقي أساس في قراءة القرآن، وأمر أن يحرق كل ما عداها من الصحف أو المصاحف الشخصية الموجودة لدى الصحابة مما تخالفها، ليستأصل بذلك سبب الخلاف والنزاع بين المسلمين في قراءة كتاب الله، فاستجاب لذلك الصحابة- رضي الله عنه-، فجمعت المصاحف والصحف وحرقت أو غسلت بالماء (٢)

فاستجاب الصحابة جميعًا- رضي الله عنهم-، وبذلك يكونوا قد "اجتمعوا جميعًا على المصاحف العثمانية، حتى عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه-، الذي نقل عنه أنه أنكر أولًا مصاحف عثمان، وأنه أبى أن يحرق مصحفه، رجع وعاد إلى حظيرة الجماعة، حين ظهر له مزايا تلك المصاحف العثمانية، واجتماع الأمة عليها، وتوحيد الكلمة بها". (٣)

[مصير الصحف البكرية بعد الجمع العثماني]

بعد أن بعث الخليفة الراشد عثمان- رضي الله عنه- بالمصاحف المنسوخة إلى الأمصار أمر أن ترد الصحف البكرية إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر- رضي الله عنهما- وأمر بتحريق كل الصحف المنتشرة في الأقطار حسمًا لمادة الخلاف والنزاع، وقد أخرج البخاري في فضائل القرآن من- جامعه الصحيح- هذا الخبر- فقال-رحمه الله-:

"حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحفِ ردَّ عثمانُ الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق". (٤)


(١) - مناهل العرفان للزرقاني: (١/ ٣٣٠).
(٢) - مناهل العرفان للزرقاني: ١/ ٢٥٩، ٢٦١. بتصرف يسير.
(٣) - المرجع السابق: (١/ ٢٦١).
(٤) البخاري: فضائل القرآن، رقم: ٤٦٠٤.

<<  <   >  >>