للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن الجزري (ت: ٤٨٣٣ هـ) -رحمه الله-:

وصحّ بل تواتر عندنا تعلّمه والاعتناء به من السلف … إلى أن قال: … وكلامهم في ذلك معروف ونصوصهم عليه مشهورة في الكتب، ومن ثم اشترط كثير من أئمة الخلف على المجيز أن لا يجيز أحدًا إلاّ بعد معرفته الوقف والابتداء، وكان أئمتنا يوقفونا عند كل حرف ويشيرون إلينا فيه بالأصابع سنّة لذلك أخذوها عن شيوخهم الأولين. (١)، وكانوا يعتنون بذلك حال الإقراء.

وقد حض العلماء على تعلم الوقف والابتداء والعمل به، وبينوا عظيم فضيلته، وذلك مذكور في مقدمات كثير من كتب الوقف والابتداء، وفي كثير من كتب فن التجويد ومضمن في كتب علوم القرآن.

وكان مما سطروه في ذلك قول ابن الأنباري (ت: ٣٢٨ هـ) -رحمه الله-:

من تمام معرفة القرآن ومعانيه، وغريبه معرفة الوقف والابتداء فيه، فينبغي للقارئ أن يعرف الوقف التام، والوقف الكافي الذي ليس بتام، والوقف القبيح الذي ليس بتام ولا كاف (٢)

وقال الهذلي (ت: ١٦٧ هـ) -رحمه الله- في كامله:

الوقف حلية التلاوة وزينة القارئ وبلاغ التالي وفهم المستمع وفخر العالم وبه يُعرف الفرق بين المعنيَيْن المختلفَيْن والنقيضَيْن المتنافيَيْن والحكمَيْن المتغايرَيْن.

وقال أبوبكر الأنباري (ت: ٣٢٨ هـ) -رحمه الله-:

ومن تمام معرفة إعراب القرآن ومعانيه وغريبه معرفة الوقف والابتداء فيه.

[الضابط السادس: القراءة بخشوع وتخشع وحضور قلب]

[أ- الخشوع اللغة]

قال ابن فارس (ت: ٣٩٥ هـ) -رحمه الله-:

خشع: الخاء والشين والعين أصلٌ واحدٌ، يدل على التَّطامُن، يقال: خشع إذا تطامن وطأطأ رأسه، ويخشع خشوعًا، وهو قريب المعنى من الخضوع، إلا أن الخضوع في

البدن … والخشوع في الصوت والبصر، قال الله تعالى: (خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ) (طه: ١٠٨)، قال ابن دريد: الخاشع: المستكين والراكع. (٣)


(١) - النشر (٢٥٥/ ١).
(٢) -الإيضاح في الوقف والابتداء (١/ ١٠٨)، ويُنظر: كتاب فضل علم الوقف والابتداء وحكم الوقف على رؤوس الآيات، عبد الله الميموني (ص: ١٧).
(٣) - معجم المقاييس في اللغة لأبي الحسين أحمد بن فارس، المتوفى سنة ٣٩٥ هـ، تحقيق شهاب الدين أبو عمرو، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى ١٤١٥ هـ، كتاب الخاء، باب الخاء والشين … ، ص ٣١٦.

<<  <   >  >>