للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مواضعه، وهذا فتح لباب الزندقة والإلحاد، وهو معلوم البطلان بالاضطرار من دين الإسلام". (١)

اعتقاد الرافضة في تأويل القرآن فيه مسألتان -المسألة الثانية -

[وأما المسألة الثانية فـ: قولهم بأن جل القرآن نزل فيهم وفي أعدائهم]

يقول الرافضة بأن:

جل القرآن إنما نزل فيهم (يعني في الأئمة الاثني عشرية) وفي أوليائهم وأعدائهم. (٢)، وهذا النص جعله صاحب الصافي عنوانًا للمقدمة الثانية، مع أنك لو فتشت في كتاب الله وأخذت معك قواميس اللغة العربية كلها وبحثت عن اسم من أسماء هؤلاء الاثني عشرية فلن تجد لها ذكرًا، ومع ذلك فإن شيخهم البحراني يزعم بأن عليًا وحده ذكر في القرآن (١١٥٤) مرة ويؤلف في هذا الشأن كتابًا سماه: "اللوامع النورانية في أسماء علي وأهل بيته القرآنية"، وقد طبع في المطبعة العلمية بقم ١٣٩٤ هـ، يحطم فيه كل مقاييس لغة العرب، ويتجاوز فيه أصول العقل والمنطق، ويفضح من خلاله قومه على رؤوس الأشهاد بتحريفاته التي سطرها في هذا الكتاب وجمعها - وقد كانت متفرقة قد لا تعرف - من طائفة من مصادرهم هم المعتبرة عندهم.

يقول شيخهم الفيض الكاشاني: (٣)

وردت أخبار جمة عن أهل البيت في تأويل كثير من آيات القرآن وبأوليائهم، وبأعدائهم، حتى أن جماعة من أصحابنا صنفوا كتبًا في تأويل القرآن على هذا النحو جمعوا فيها ما ورد عنهم في تأويل القرآن آية آية، إما بهم أو بشيعتهم، أو بعدوهم، على ترتيب القرآن. وقد رأيت منها كتابًا كاد يقرب

من عشرين ألف بيت، وقد روي في الكافي، وفي تفسير العياشي، وعلي بن إبراهيم القمي، والتفسير المسموع من أبي محمد الزكي أخباراً كثيرة من هذا القبيل. (٤)

هذه شهادة أو اعتراف من أحد أساطينهم تؤكد شيوع هذه المقالة بينهم، وأنها أصبحت هي القاعدة المتبعة في كتب التفسير المعتمدة عندهم، وفي أصح كتب الحديث لديهم .. فهم بهذا صرفوا كتاب الله عن معانيه، وحرفوه عن تنزيله، وجعلوا منه كتابًا غير ما في أيدي الناس. (٥)

ولعل في هذا كفاية في فضح سبل أهل الضلال والغواية.

استحالة وامتناع الالتقاء والاتفاق بين أهل السنة والرافضة عقلًا وشرعًا -السبب الثاني-


(١) - مجموع الفتاوى: (١٣/ ٢٤٣).
(٢) تفسير الصافي: (١/ ٢٤).
(٣) - مؤلف الوافي أحد مصادرهم المعتمدة عندهم في الحديث
(٤) - تفسير الصافي، للكاشاني: (١/ ٢٤ - ٢٥).
(٥) يُنظر: اعتقاد الشيعة في تأويل القرآن، موقع الحن، بتاريخ: ١٣/ ٧/ ٢٠١٥ م.

<<  <   >  >>