للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السبب الثاني: منهج أهل السنة مبني على الوسطية والاعتدال، ومنهج الرافضة مبني على الغلو والانحراف، فكيف يلتقيان؟!

فإنه لما كانت شريعة الإسلام وسط بين الشرائع السماوية، كان أهل السنة والجماعة وسط بين الفرق كذلك، فوسطية أهل السنة بين فرق الأمة كوسطية الأمة بين سائر الأمم، ووسطيتها وسطية كاملة متكاملة من كل وجه، فهي وسطية متكاملة في: عقيدتها، وشرعتها، ومنهاجها، وأحكامها، وعبادتها، ومعاملاتها، وأخلاقها، وإن وسطية أهل السنة والجماعة مأخوذة من وسطيتها واعتدالها

عن مناهج وعقائد تلك الفرق المنحرفة والزائغة، فهي وسط بين فرق الغلاة والجفاة في كل ما ذكرناه آنفًا.

الملل. (١)

وإن الله تعالى قد امتن على أهل السنة والجماعة بنعم عظيمة جليلة، من أبرزها وأجلَّها ما يلي:

الأولى: نعمة الهداية إلى دين الإسلام- دين الحق- المبني على التمسك بالكتاب والسنة، والمؤسس على الإخلاص والاتباع.

والثانية: نعمة الهداية لسبيل أهل السنة والجماعة المبنى على الاجتماع وعدم الافتراق وشق عصا الطاعة.

وهو سبيل المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين

النعمة الثالثة: نعمة العصمة من سلوك سبل فرق أهل البدع والغواية والضلالة والأهواء، والتي هي سبل المغضوب عليهم والضالين.

النعمة الثالثة: نعمة العصمة من سلوك سبل فرق أهل البدع والغواية والضلالة والأهواء، والتي هي سبل المغضوب عليهم والضالين.

قال شيخ الإسلام رحمه الله:

ولهذا أمرنا الله أن نقول في صلاتنا: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) (الفاتحة: ٦، ٧) فالضال الذي لم يعرف الحق كالنصارى، والمغضوب عليه الغاوي الذي يعرف الحق ويعمل بخلافه كاليهود، والصراط المستقيم يتضمن معرفة الحق والعمل به. (٢)

وسطية الأمة في القرآن:

قال الله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (البقرة: ١٤٣).


(١) - الصفدية (٢/ ٣١٠).
(٢) إعانة المحتاج من كتاب المنهاج: (١/ ١٩).

<<  <   >  >>