فقوله: "وما أتى بالفصل أو بالوصل" جعلهما على التخيير أمرًا واحدًا
كما أن هناك منظومة للشاطبي في رسم المصحف.
وهي: المنظومة الرائية في رسم المصحف وشروحها، الموسومة بـ " قراءة الموروث المبكّر المفقود من خلال اللاحق والمتأخّر. ".
وقد افتتحها الشاطبي الرعيني الأندلسي (ت: ٥٩٠ هـ) - رحمه الله بقوله:
الحمد لله موصولا كما أمرا مباركا طيِّبا يستنزلُ الدِّرَرا
وقد اختتمها وأتمها بقوله:
تُضاحِكُ الزَّهرَ مسرورًا أسِرَّتُها مُعَرَّفًا عَرْفُها الآصالَ والبُكرا
عددُ أبياتها ثمانيةُ وتسعون ومئتا بيت، كما نصّ على ذلك بقوله:
تَمّتْ عقيلةُ أتراب القصائدِ في أسنى المقاصدِ للرسمِ الذي بهَرا
تسعونَ مَعْ مَائَتين مَعْ ثمانيةٍ أبياتها يَنْتَظِمْنَ الدُّرُّ والدِّرَراَ
خامسًا: التفصيل في بيان الألفاظ التي خرجت عن القَاعِدَةٌ العَامَّةٌ فكتبت وفق ما تضمنه علم "الرسم العثماني" في القواعد الست سالفة الذكر.
[القاعدة الأولى: قاعدة الحذف]
وخلاصة قاعدة الحذف: أن الألف تحذف من ياء النداء نحو "يأيها الناس"، ومن ها التنبيه نحو "هأنتم" ومن كلمة "نا" إذا وليها ضمير نحو "أنجيناكم" فكتبت "أنجينكم" ومن لفظ الجلالة "الله" والأصل كتابتها "اللاه" ومن كلمة "إله" والأصل "إلاه" ومن لفظي "الرحمن، وسبحان" وبعد لام نحو كلمة "خلائف" وبين اللامين في نحو "الكلالة" ومن كل مثنى نحو "رجلان" ومن كل جمع تصحيح لمذكر أو لمؤنث نحو "سماعون، المؤمنات" ومن كل جمع على وزن مفاعل وشبهه نحو "المساجد، والنصارى" ومن كل عدد نحو "ثلاث".
ومن البسملة، ومن أول الأمر من "سأل" وغير ذلك إلا ما استثني من هذا كله.
وتحذف الياء من كل منقوص منون رفعًا وجرًا نحو: "غير باغ ولا عاد" ومن هذه الكلمات "أطيعون، اتقون، خافون، ارهبون، فأرسلون، واعبدون" إلا ما استثني.