للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"يشبه أن يكون أن المراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها وجمعها فيها بإشارة النبي -صلى الله عليه وسلم- ". (١)

وفي ذلك يقول زيد بن ثابت - رضى الله عنه -: "قُبِضَ النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ولم يكن القرآن جمع في شيء واحد".

وبهذا ينتهي المبحث الأول. والحمد لله رب العالمين.

[المبحث الثاني: المرحلة الثانية: الجمع في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه]

ويشتمل على خمسة مطالب:

[المطلب الأول: بواعثه وأسبابه ودواعيه]

ونبحث فيه ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: بداية فكرة الجمع في عهد الصديق- رضي الله عنه-:

المسألة الثانية: موقف الصحابة-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم- من جمع أبي بكر-رضي الله عنه- للقرآن:

المسالة الثالثة: أهم بواعث جمع أبي بكر-رضي الله عنه-

فبعد موت النبي-صلى الله عليه وسلم- وقبل دفنه بُيع أبو بكر الصديق-رضي الله عنه-بالخلافة وكانت مدة خلافته سنتين وبضعة أشهر، وذلك من عام (١١ - ١٣ هـ)، وكانت وفاته في شهر جمادى الآخرة سنة ١٣ هـ.

ونسوق المسائل الثلاث بشيء من الإيضاح والتفصيل:

أما المسألة الأولى فهي: بداية فكرة الجمع في عهد الصديق -رضي الله عنه-:

فقد كانت بداية فكرة في عهد أبي بكر- رضي الله عنه- في أواسط خلافته: سنة ١٢ من الهجرة.

وذلك "حينما ارتدت العرب واستشرى القتل بالمسلمين وخاصة يوم اليمامة وقد استحر بقراء القرآن، جاء إليه عمر وقال له: إني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القراءة والقرآن وإني أرى أن تجمع القرآن؛ وظل يراجع أبا بكر حتى شرح الله صدره لذلك؛ فكان أول من جمع القرآن ". (٢)

وإنما كان ذلك بعد أن بُيع أبو بكر الصديق- رضي الله عنه - وآلة الخلافة إليه بتلك البيعة، بعدها ارتدت أحياء من العرب ومنعوا الزكاة، وقد وقع هذا الأمر الجلل بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما ارتدَّت العرب عن الإسلام قيل إلا ثلاثة مساجد كما نقل ابن إسحاق، ألا وهي:


(١) - الإتقان في علوم القرآن للسيوطي: (١٦٤/ ١).
(٢) الإتقان: (١/ ١٦٤)، ويُنظر: الوجيز في فضائل الكتاب العزيز: (ص: ١٦٣).

<<  <   >  >>