هجرته وجهاده: هاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وصلى إلى القِبْلتين، وشهد بدرًا، وأُحُدًا، والخندق، وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، وشهد اليرموك بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو الذى أجهز على أبى جهل يوم بدر.، يُنظر: التفسير والمفسرون، الدكتور محمد السيد حسين الذهبي (المتوفى: ١٣٩٨ هـ)، مكتبة وهبة- القاهرة ص ٦٣ المجلد الأول. سعة علمه عمومًا: عن أبي البختري، قال: قالوا لعلي: أخبرنا عن ابن مسعود قال: "عَلِمَ القرآن والسنة ثم انتهى، وكفى بذلك علمًا" وشهد له من التابعين: مسروق بن الأجدع من خيار التابعين وفضلائهم قال: وجدت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- مثل الإخاذ يروي الواحد، والإخاذ يروي الاثنين، والإخاذ لو ورد عليه الناس أجمعون لأصدرهم وإن عبد الله بن مسعود من تلك الإخاذ. الإخاذ: بكسر الهمزة الموضع الذي يحبس الماء كالغدير. أي لرجعوا وهم مرتوون جميعًا. يُنظر. الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير، محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة (المتوفى: ١٤٠٣ هـ) مكتبة السنة، ص ٥٩. سعة علمه بالقرآن خصوصُا: وفي صحيح البخاري عن مسروق، قال: ذكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو - يعني ابن العاص، فقال: لا أزال أحبه بعد ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول: "خُذُوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ، وأبي بن كعب". يُنظر: صحيح البخاري، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: (٨/ ٦٦٣) ح (٤٧١٣). وقد كان من أعلم الناس بتفسير القرآن الكريم، بل كان يرى نفسه أنه أعلم الناس بكتاب الله. يُنظر: الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير، محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة (المتوفى: ١٤٠٣ هـ) مكتبة السنة، ص ٥٨. ولقد أفرد له البخاري-رحمه الله- بابًا في كتاب الفضائل وأسماه باب مناقب عبد الله بن مسعود، وهذا بالتأكيد لفضله وسعة علمه ومكانته في الأمه-رضي الله عنه وأرضاه-. وما يدل على ذلك ما جاء عن الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوْقٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ قَرَأتُ مِنْ فِيِ رَسُوْلِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-بضعًا وسبعين سورة وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللهِ مِنِّي تبلغنيه الإبل لأتيته. يُنظر: التفسير والمفسرون، الدكتور محمد السيد حسين الذهبي (المتوفى: ١٣٩٨ هـ)، مكتبة وهبة- القاهرة: (١/ ٦٢). وعن سفيان الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خُمَيْرِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَقَدْ قَرَأْتُ من فِي رَسُوْلِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- سَبْعِيْنَ سُوْرَةً وَزَيْدٌ لَهُ ذُؤَابَةٌ يَلْعَبُ مع الغلمان. وعن جابِرُ بنُ نُوْحٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: مَا نَزَلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ إلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ نَزَلَتْ وَفِيْمَا نَزَلَتْ الحَدِيْثَ. يُنظر: سير أعلام النبلاء، محمد بن أحمد الذهبي (المتوفى: ٧٤٨ هـ) دار الحديث ص ٢٨٨. ومما يدلل على علو قدره ومكانته وعلمه بالقرآن كذلك: ما أخبر به هو عن نفسه - رضي الله عنه - حيث قال: قال لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: (اقرَأْ عليَّ القرآن)، قلتُ: أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال: (إني أحبُّ أن أسمَعَه من غيري … ). يُنظر: صحيح البخاري (٦/ ١٩٥). ولقد كان ابن مسعود من أحفظ الصحابة لكتابة الله وأعلمهم به. وبالجملة: فابن مسعود كما قيل: "من" أعلم الصحابة بكتاب الله تعالى، وأعرفهم بمحكمه ومتشابهه وحلاله وحرامه، وقصصه وأمثاله، وأسباب نزوله، قرأ القرآن فأحلّ حلاله وحرَّم حرامه، فقيه فى الدين، عالِم بالسُّنَّة، بصير بكتاب الله. يُنظر: التفسير والمفسرون، الدكتور محمد السيد حسين الذهبي (المتوفى: ١٣٩٨ هـ)، مكتبة وهبة- القاهرة: (١/ ٦٢). وتوفي رضي الله عنه بالمدينة سنة ٣٢ هـ. وكانت هذه الماحة سريعة ونبذة مختصرة عن مكانته وقدره وعلمه، وليست ترجمة، وإن كانت في معناها. فلينتبه.