للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جامعة للعرضة الأخيرة، ويلغى التقييد بِما يحتمله رسم المصاحف، إذ قد علمنا أن الصحابة رضي الله عنهم قد كتبوا مصاحف متعددة، وفاوتوا بينها ليحتمل البعض منها من أوجه القراءة ما لا يحتمله البعض الآخر. (١)

والخلاصة:

أن المصاحف العثمانية جامعة للعرضة الأخيرة بالكيفية السابقة:

- ما يصح أن يقرأ بوجهين أو عدة وجوه والرسم يحتمل ذلك رسم في جميع المصاحف برسم واحد بدون نقط ولا شكل.

-ما لا يحتمله الرسم من خلاف بالزيادة أو النقص، رسم في مصحف كل قطر بما يوافق قراءتهم غالبًا.

وبذلك تكون المصاحف العثمانية مشتملة على جميع ما صح نقله عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم تنسخ تلاوته، واستقر في العرضة الأخيرة، وليست مشتملة على جميع الأحرف السبعة ولا قاصرة على حرف واحدة - كما تقدم. (٢)

ولعل هذا العرض الموجز والمختصر يكون فيه الغُنية للوصول للصواب الذي نرجوه تحققه في هذه المسألة. والحمد لله رب العالمين.

[المطلب السابع: الفرق بين الأحرف السبعة والقراءات]

قد مر معنا في المطلب الرابع مناقشة الأحرف السبعة وعلاقتها بالقراءات، وفي هذا المطلب نناقش الفرق بينهما.

[الأحرف السبعة والقراءات السبع]

الذي لا شك فيه أن قراءة الأئمة السبعة والعشرة والثلاثة عشر وما وراء ذلك بعض الأحرف السبعة من غير تعيين، ونحن لا نحتاج إلى الرد على من قال إن القراءات السبعة هي الأحرف

السبعة فإن هذا قول لم يقله أحد من العلماء، لا كبير ولا صغير، وإنما هو شيء اتبعه العلماء قديمًا وحديثًا في حكايته والرد عليه وتخطئة أنفسهم وهو شيء يظنه جهلة العوام لا غير فإنهم يسمعون إنزال القرآن على سبعة أحرف وسبع روايات فيتخيلون ذلك لا غير. (٣)


(١) يُنظر: الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية (ص: ١٧٨)، المنفعة فى مراحل جمع القرآن، كريم شوقي بن عربي، دار اللؤلؤة للنشر والتوزيع، ٢٠١٨ م
(٢) يُنظر: رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة، للدكتور/ شعبان محمد إسماعيل، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع: ١٤٣٣ هـ، (١/ ٢٨ - ٣٤). بتصرف يسير.
(٣) منجد المقرئين ومرشد الطالبين، لابن الجزري: (ص: ٧٠).

<<  <   >  >>