للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - ومما نتج عن صدوره - كذلك- أن بمجرد وصوله للأمصار تم اعتماد الطريقة العثمانية في الرسم بما يوافق ما تتحمله من أوجه القراءات

٧ - ومما نتج عن صدوره - كذلك- أنه لما أُثْبِتَت الوجوهُ الثابتة من الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية علم الناس أن سبب الفتنة التي وقعت كان بسبب عدم معرفتهم بتلك الحروف، فتعلموها واتقنوها

٨ - ومما نتج عن صدوره - كذلك- أن المصاحف الخاصة التي كانت بين أيدي الصحابة فيها بعض ما نسخ من القرآن، لم يكن لبعضهم معرفة بنسخها، فلما صدر المصحف الإمام بإثبات واعتماد ما ثبت قراءته بالتواتر ووافق العرضة الأخيرة، وإهمال كل ما نسخ، تعرف الناس من جراء ذلك على وجوه وآيات متعددة منسوخة التلاوة.

٩ - ومما نتج عن صدوره - كذلك- إضافة لما سبق ذكره، وبغيره، يكون عثمان- رضي الله عنه- بحسن صنيعه هذا قد حصَّن القرآن، وحفظه الله - تعالى- به من أن يتطرق إليه شيء من الزيادة والنقصان أو التحريف والتغير والتبديل على مر العصور وتعاقب الأزمان.

[المطلب الثاني: وجود هذه المصاحف بين الناس في الزمن الحاضر]

أين المصاحف العثمانية الآن في الزمن الحاضر؟

لقد تلقى أهلُ الأمصار المصاحفَ العثمانية بالقبول والرضا والتسليم، لعلمهم بعظم وقدر ما بذل فيها من جهد وتحقيق وتدقيق، ولما اشتملت عليه من مزايا وخصائص، ولعلمهم بإجماع الصحابة- رضي الله عنهم- وتلقيهم لها بالقبول، وثنائهم على فعل عثمان- رضي الله عنه- ومشاركتهم له فيها وتأييدهم ومعاضدتهم ومناصرته له، ولذا كان للمصاحف العثمانية مكانة خاصة عند عموم المسلمين، وقد مر بنا مرارًا ثناء الصحابة - رضي الله عنهم- على صنيع عثمان-رضي الله عنه- في المصاحف

ومن ذلك قول عليّ- رضي الله عنه-: لو لم يَصنَعه عثمان لصنعتُه. (١).

وكذلك ما روي عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص (ت: ١٠٣ هـ) أنه قال:

أدركتُ الناسَ متوافِرين حين حرق عثمان المصاحفَ، فأعجبهم ذلك، وقال: لم ينكر ذلك منهم أحد. (٢)

وأما " المصاحف التي كتبها عثمان "فـ" لا يكاد يوجد منها مصحف واحد اليوم. والذي يُرْوَى عن ابن كثير في كتابه "فضائل القرآن" أنه رأى واحدًا منها بجامع دمشق بالشام، في رقّ يظنه من


(١) يُنظر: المصاحف لابن أبي داود: (ص: ٦٧).
(٢) - المرجع السابق: (ص: ٦٨).

<<  <   >  >>