للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَأَجَابَ صَاحِبُ الْفُنُونِ:

بِأَنَّ ذَلِكَ لِيَظْهَرَ بِهِ مِقْدَارُ طَاعَةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي الْمُسَارَعَةِ إِلَى بَذْلِ النُّفُوسِ بِطَرِيقِ الظَّنِّ مِنْ غَيْرِ اسْتِفْصَالٍ لِطَلَبِ طَرِيقٍ مَقْطُوعٍ بِهِ فَيُسْرِعُونَ بِأَيْسَرِ شَيْءٍ كَمَا سَارَعَ الْخَلِيلُ إِلَى ذَبْحِ وَلَدِهِ بِمَنَامٍ وَالْمَنَامُ أَدْنَى طَرِيقِ الْوَحْيِ وَأَمْثِلَةُ هَذَا الضَّرْبِ كَثِيرَةٌ.

وختام القول في أثر ابن عمر (ت: ٧٣ هـ) - رضي الله عنهما-:

أنه يتعلق بالنسخ كما بينه صاحب" الإتقان"، ولاشك أن النسخ له أحكامه المعروفة، وقد سطر علماء وأئمة أهل السنة والجماعة أحكامه وأملوها مفصلة في مصنفاتهم، وللاستزادة من أحكامه مفصلة فليرجع إليها في مظانها.

وبهذا ينتهى الكلام عن الشبهة الخامسة وجوابها والحمد لله.

[الشبهة السادسة: دعوى الطاعنين بالقول بنقص القرآن على وجه الخصوص]

ومن تلك الدعاوى الباطلة الزائفة: دعوى وجود سورتي الخلع والحفد عند أُبَيِّ بنِ كعبٍ (ت: ٣٠ هـ) - رضي الله عنه-

فقد وردت بعض الآثار التي توحي بأن أُبَيَّ بنَ كعبٍ كان يقرأ دعاء القنوت المعروف بسورتي أُبَيِّ بن كعبٍ على أنه من القرآن: وهما سورتا "الخلع والحفد"

وأما قول أبيّ بن كعب أن لديه في مصحفه سورتين زائدتين، " الخَلع " و "الحَفد". (١)

وفيما يلي نبين ما يُقصد بسورتي " الخَلع " و " الحَفد ":

أما المقصود بما يسمَّى سورة " الخلع " فهو دعاء:

" بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم إنا نستعينك ونستغفرك. ونثني عليك ولا نكفرك. ونخلع ونترك من يفجُرك "

أما المقصود بما يسمَّى سورة " الحفد " فهو دعاء:

" بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم إياك نعبد. ولك نصلي ونسجد. وإليك نسعى ونحفِد نرجو رحمتك ونخشى عذابك. إن عذابك الجِدَّ بالكفار مُلحِق "

ومعنى " وإليك نسعى ونحفِد " أي: نُسرع في طاعتك.

كما ورد أن بعض الصحابة كان يقنت بِهاتين السورتين:


(١) الإتقان: للسيوطي: (٢/ ٦٦).

<<  <   >  >>