للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - الفصل الخامس: في بيان ما يدل على أن علم تأويل القرآن بل كله عند أهل البيت والأخبار في هذا الباب أكثر من أن تحصى. (١)

٧ - اعلم أن علم القرآن مخزون عند أهل البيت وهو مما قضت به ضرورة المذهب. (٢)

٨ - إن حديث كل واحد من الأئمة الطاهرين قول الله عز وجل ولا اختلاف في أقوالهم كما لا اختلاف في قول الله تعالى. (٣)

٩ - يجوز لمن سمع حديثًا عن أبي عبد الله أن يرويه عن أبيه أو جده أو أحد أجداده بل يجوز أن يقول قال الله تعالى. (٤) (٥)

وهذه النقولات الباطلة والتي يشيب من هولها الولدان لا يصدقها من لا عقل له، فكيف بمن كان له عقل ودين، كما أنه قد يظن من لا يعرف القوم الظالمين من شدة هولها أنه محض افتراء، والحقيقة أنها من أمهات مصادرهم ومراجعهم، وهي غيض من فيض، كما أنها منتشرة ومبثوثة في كل مراجعهم ومصادرهم، وهذا مما يؤكد أنها دين لديهم جميعًا، وقد حكى أئمتهم الإجماع على ذلك.

ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: ٧٢٥ هـ) - رحمه الله -: أكاذيب الرافضة لا يرضاها أكثر العقلاء من الكفار!. (٦)

[اعتقاد الرافضة في تأويل القرآن، وفيه مسألتان]

[أما المسألة الأولى فـ: اعتقادهم بأن للقرآن معاني باطنة تخالف الظاهر]

وهذه المسألة قد أخذت بعدًا كبيرًا وخطيرًا عند الرافضة، حيث تحول كتاب الله عندهم بتأثير هذا المعتقد إلى كتاب آخر غير ما في أيدي المسلمين، وقد ذهب شيوخهم في تطبيق هذا المبدأ شوطًا بعيدًا، وقدم الرافضة مئات الروايات والتي تؤول آيات الله على غير تأويلها .. ونسبوها للأئمة الاثني عشر. وليس لهذا التأويل الباطني من ضابط، ولا له قاعدة يعتمد عليها .. وسيجد القارئ في تأويلهم لآيات القرآن محاولة يائسة لتغيير هذا الدين وتحوير معالمه وطمس أركانه.

فأركان الدين تفسر بالأئمة، وآيات الشرك والكفر تؤول بالشرك بولاية علي وإمامته، وآيات الحلال والحرام تفسير بالأئمة وأعدائهم، وهكذا يخرج القارئ لهذه التأويلات بدين غير دين الإسلام.


(١) مقدمة البرهان ١٥
(٢) تفسير السراط المستقيم ٣/ ٤
(٣) شرح الكافي للمازندراني ٢/ ٢٧٢
(٤) - شرح الكافي ٢/ ٢٧٢
(٥) يُنظر: منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة، موقع فيصل نور.
(٦) درء تعارض العقل والنقل: (٧٢/ ٧).

<<  <   >  >>