للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا الدين له ركنان أساسيان:

الركن الأول: الإيمان بإمامة الاثني عشر

والركن الثاني: الكفر واللعن لأعدائهم.

جاء في أصول الكافي للكليني ما نصه:

عن محمد بن منصور قال: سألت عبدًا صالحًا (يعنون به موسى الكاظم والذي يعتبرونه إمامهم السابع) (١) عن قول الله عز وجل: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) (الأعراف: ٣٣)، قال: فقال: إن القرآن له ظهر وبطن، فجميع ما حرم الله في القرآن هو الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الجور، وجميع ما أحل الله تعالى في الكتاب هو الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الحق. (٢)

وفي هذا النص الوارد في أصح كتبهم يظهر من خلاله الدافع إلى القول بأن القرآن له ظهر وبطن، وهو أن كتاب الله سبحانه خلا من ذكر أئمتهم الاثني عشر، ومن النص على أعدائهم، وهذا الأمر أقضَّ مضاجعهم، وأفسد عليهم أمرهم، وقد صرحوا بأن كتاب الله قد خلا من ذكر الأئمة فقالوا: "لو قرئ القرآن كما أنزل لألفينا مسلمين". (٣)

فلما لم يكن لأصل مذهبهم وهو (الإمامة) والأئمة ذكر في كتاب الله قالوا بهذه المقالة لإقناع أتباعهم، وترويج مذهبهم بين الأغرار والجهلة، وحتى يجعلوا لهذه المقالة القبول أسندوها - كعادتهم - لبعض آل البيت.

ومسألة القول بأن لنصوص القرآن باطنًا يخالف ظاهرها شاعت في كتب القوم وأصبحت أصلاً من أصولهم، لأنه لا بقاء لمذهبهم إلا بها أو ما في حكمها، ولهذا عقد صاحب البحار بابًا لهذا بعنوان: "باب أن للقرآن ظهرًا وبطنًا". (٤)

وما ذكرنا آنفًا هو أنموذج من مقالتهم الساقطة، وإلا فإن كتب أئمتهم مشحونة بهذا الباطلة الممجوج.

نقد هذه المقالة:

لا شك أن للقرآن العظيم أسراره ولفتاته، وإيماءاته وإيحاءاته، فلا تنفذ كنوزه ولا تنقضي عجائبه، ولا ينتهي إعجازه .. وكل ذلك مما يتسع له اللفظ ولا يخرج عن إطار المعنى العام .. ولكن دعوى أولئك الباطنيين غريبة عن هذا المقصد، وهي تأويلات لا تتصل بمدلولات الألفاظ ولا


(١) -أصول الكافي: الهامش: (١/ ٣٧٤).
(٢) -أصول الكافي: ١/ ٣٧٤، النعماني/ الغيبة: ص ٨٣، تفسير العياشي: ٢/ ١٦.
(٣) يُنظر: تفسير العياشي: ١/ ١٣، المجلي/ البحار: ١٩/ ٣٠، هاشم البحراني/ البرهان: ج‍١ ص ٢٢.
(٤) -البحار: ٩٢/ ٧٨ - ١٠٦.

<<  <   >  >>