للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر الأقوال الثلاثة تفصيلًا:

القول الأول:

أن المصاحف العثمانية اشتملت على حرف واحد فقط من الأحرف السبعة، وهو حرف قريش، وأن الأحرف الباقية إما نسخت في زمن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أو اتفق الصحابة على تركها درءًا للفتنة التي كادت تفتك بالأمة عندما اختلف الناس في قراءة القرآن.

وإلى ذلك ذهب ابن جرير الطبري، وأبو جعفر الطحاوي، وابن حبان، والحارث المحاسبي، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عبيد الله بن أبي صفرة. (١)

وقال أبو شامة (ت ٦٦٥ هـ) - رَحِمَه الله-:

وصرَّح أبو جعفر الطبري والأكثرون من بعده بأنه حرف منها. (٢)

قال ابن عبد البر (ت ٦٧١ هـ) - رَحِمَه الله-:

فهذا معنى الأحرف السبعة المذكورة (٣) في الأحاديث عند جمهور أهل الفقه والحديث، منهم سفيان بن عيينة، وابن وهب، ومحمد بن جرير الطبري، والطحاوي وغيرهم، وفي مصحف عثمان الذي بأيدي الناس منها حرفٌ واحد. (٤)

وقال أبو عبيد الله بن أبي صفرة (ت:؟؟) - رَحِمَه الله-:

هذه القراءات السبع إنما شرعت من حرف واحد من السبعة المذكورة في الحديث، وهو الذي جمع عثمان عليه المصحف، وهذا ذكره النحاس وغيره. (٥)

وهذا القول مبني على القول بأن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات في الكلمة الواحدة باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني، وهو قول ابن جرير ومن وافقه.

والتحقيق أن القول باشتمال المصاحف العثمانية على الأحرف السبعة كلها أو بعضها يتوقف على أمرين:

أحدهما: تحديد المراد من الأحرف السبعة

وثانيهما: الرجوع إلى ما هو مكتوب وماثل بتلك المصاحف في الواقع ونفس الأمر. (٦)


(١) البرهان في علوم القرآن (١/ ٢٢٤، ٢٢٦، ٢٣٩، ٢٤١)، وشرح النووي على صحيح مسلم (٦/ ١٠٠).
(٢) -البرهان في علوم القرآن (١/ ٢٢٣).
(٣) - يعني القول بأنَّها أوجه من المعاني المتفقة، بالألفاظ المختلفة، نحو أقبل، وهلم، وتعال … الخ.
(٤) -يُنظر: البرهان في علوم القرآن: (١/ ٢٢٠).
(٥) - صحيح مسلم بشرح النووي: (٦/ ١٠٠).
(٦) - مناهل العرفان في علوم القرآن، للزرقاني: (١/ ١٦٨ - ١٧٥).

<<  <   >  >>