للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن ابن عباس قرأها (تستأنسوا) وفسرها بالاستئذان. فعن ابن عباس في قوله:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا)

(النور، من آية: ٢٧)، قال: الاستئناسُ: الاستئذانُ. (١)

جواب الأثر الرابع:

أن الرواية بذلك عن ابن عباس غير ثابت، قال أبو حيان: وأما قول من قال: إنَّما كتبه الكاتب وهو ناعسٌ، فسوَّى أسنان السين، فقول زنديقٍ ملحدٍ. (٢) أنه يحتمل أن قول ابن عباس: "كتبها وهو

ناعس"، بِمعنى أنه لم يتدبر الوجه الذي هو أولى من الآخر، وهذا الرد محتمل في كثير من تلك الروايات.

جواب الأثر الخامس:

أنه قد استفاض عن ابن عباس أنه قرأ (وقضى) (الإسراء من آية: ٢٣) وذلك دليل على أن ما نسب إليه في تلك الروايات من الدسائس التي لفَّقها أعداء الإسلام. (٣) قال أبو حيان: والمتواتر هو: (وقضى)، وهو المستفيض عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهم في أسانيد القراء السبعة. (٤)

جواب الأثر السادس:

في قوله تعالى: (ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياءً) (الأنبياء من آية: ٤٨)

فالرواية الواردة عن ابن عباس في تغيير موضع الواو ضعيفة، لا تصح. (٥).

جواب الأثر السابع:

أنه لم ينقل أحدٌ من رواة القراءة أن ابن عباس كان يقرأ: (مثل نور المؤمن)، وهذا يدل على عدم صحة هذا النقل عنه، إذ كيف يقرأ ما يعتقد أنه خطأ ويترك ما يعتقد أنه الصواب. على أنه قد روي

أن أُبَيًّا كان يقرأ: (مثل نور المؤمن)، وهي قراءة شاذة مخالفة لرسم المصاحف، وينبغي أن تحمل على أنه أراد تفسير الضمير في القراءة المتواترة، أو على أنَّها قراءة منسوخة. (٦)


(١) رواه الطبري في تفسيره (١٨/ ١١٠).
(٢) - تفسير البحر المحيط (٥/ ٣٨٣ - ٣٨٤)، وانظر الإتقان في علوم القرآن (٢/ ٢٧٦).
(٣) مناهل العرفان (١/ ٣٩١).
(٤) - تفسير البحر المحيط (٦/ ٢٣).
(٥) - يُنظر: الإتقان في علوم القرآن (٢/ ٢٧٦).
(٦) يُنظر: البحر المحيط (٦/ ٤١٨)، ومناهل العرفان (١/ ٣٩٢).، ويُنظر: جمع القرآن في مراحله التاريخية من العصر النبوي إلى العصر الحديث، محمد شرعي أبو زيد، (ص: ٢٩٣ - ٣٠٥) رسالة ماجستير، نوقشت في كلية بجامعة الكويت، سنة ١٤١٩ هـ.، عن الشاملة بتاريخ: ١/ ٢/ ٢٠١١ م.

<<  <   >  >>