للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأخبار مستفيضة بل متواترة، وتدل بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلامًا ومادةً وإعرابًا)! .. (١)

وهذا إقرار من رأسين من رؤوس الضلالة بتواتر ذلك عندهم.

ونذكر هنا أشهر وأبرز ما صنف في قولهم بـ" تحريف القرآن" بشيء من الإيجاز على النحو التالي:

١ - كتاب "فَصل الخِطابِ في إَثْبَاتِ تَحريفِ كِتابِ رَبِّ الأربابِ

"لـ " ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي الهالك والنافق عام (١٣٢٠ هـ)، وهو يثبت معتقد الشيعة في تحريف القرآن.

والذي قال-الطبرسي الهالك- في مقدمته:

هذا كتاب لطيف، وسفر شريف، عملته في إثبات تحريف القرآن، وفضائح أهل الجور والعدوان، وسميته: "فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب" (٢).

وقد أَكْرَمَ الرافضةُ هذا الظالمَ الغاشمَ -غاية الإكرام- في زعمهم- بأن قبروه في بناء المشهد المرتضوي بالنجف الأشرف في إيوان حجرة ما يسمونها بـ"حجرة بانو العظمى بنت السلطان الناصر لدين الله"، وهي كما يدعون زورًا وبهتانًا أنها أقدس بقعة عندهم- هكذا في دينهم-.

ولما طُبِعَ هذا الكتابُ أول مرة في إيران سنة ١٢٩٨ هـ وهو لا يطبع إلا هناك، قامت حوله ضجة كبرى، لأنهم أرادوا أن يبقى الطعن والتشكيك في صحة القرآن المنزل من عند الله تعالى سرًا ومحصورًا بين خواصهم فحسب، ثم يُبَث متفرقًا في أمهات كتبهم ومصنفاتهم المعتبرة عندهم،

وأن لا يجمع ذلك كله في مصنف واحد وفي مكان واحد، ثم ينتشر ويطالعه العام والخاص، فيصبح بذلك حجة عليهم بين يدي خصومهم، وقام بعضهم" تقيّة أيضًا" يستنكرون هذا العمل الإجرامي مدعين بأنه عمل فردي لا يمس لدينهم بصلة، وكذلك ادعاء تراجعه عن كتابه، والحقيقية أن دين مبني على " التقيّة " لا يُستبعد ولا يُستغرب منه تلك الألاعيب الواضحة للعيان.

وقد حاول بعض المعاصرين الدفاع عن الطبرسي وكتابه زورًا وبهتانًا، فأتى بكتاب ركيك الأسلوب دمر فيه اللغة تدميرًا، وقد سماه على نفس مسمى كتاب الطبرسي، - وقد قدم له بعض رؤوسهم زورًا وبهتانًا- فأتى بطوام كبرى ومطاعن وشبهات وترهات كدعوى إنكار ابن مسعود


(١) - الأنوار النعمانية (٢/ ٣٥٧).
(٢) - فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب، للنوري الطبرسي، المقدمة

<<  <   >  >>