للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - وصولها وانتشارها كذلك في بعض نواحي بلاد إفريقية أخرى، كأجزاء في كل من: ليبيا وتشاد وجنوب وغرب تونس، وأما ليبيا وتونس فالقراءة الرسمية فيهما هي رواية قالون عن نافع المدني

الافتقار إلى تسجيل ما تبقى من روايات القراءات العشر:

الحقيقة أن المتأمل يرى بالفعل بعض التسجيلات قد انتشرت في بعض البلدان، وقد سجلت تلك التسجيلات ببعض الروايات من قبل بعض القراء بجهود ذاتية، وهذه التسجيلات لم ترتق غالبًا لدرجة الإتقان حتى تصل لمستوى جودة وإتقان تسجيلات كبار القراء الذين سجلوا تلك التسجيلات تحت إشراف لجان علمية متخصصة مكونة من كبار علماء عصرهم من سادة التحبير وأئمة علم القراءات والتجويد وممن تقدموا علماء عصرهم وحازوا على تقدير أقرانهم ونالوا الثقة والإمامة بشهادة وبإجماع أهل التخصص في زمانهم.

العجز في استيفاء تسجيل روايات حفص بأكملها:

وحتى التسجيلات المسجلة لكبار القراء بأوسع روايات القرآن انتشارًا في العالم الإسلامي، ألا وهي رواية حفص عن عاصم لم تستوعب جميع طرق تلك الروايات الواردة بأكملها والتي قد بلغت اثنين وخمسين طريقًا (١) كما ذكر ذلك ابن الجزري في كتابه "النشر في القراءات العشر"

والذي قد جمع فيه ثمانية وخمسين كتابًا من كتب القراءات، وقد استقى تلك الطرق من تسعة عشر كتابًا.

وقد زاد العلامة مصطفى الإزميري (٢) على الطرق التي ذكرها ابن الجزري خمس طرق أخرى صحيحة ومدققة ومحققة ومنقحة؛ وإنما كان ذلك من الإزميري نظرًا لاتصال تلاوة ابن الجزري


(١) - والمذاهب الواردة في طرق رواية حفص أربعة مذاهب كلها مذاهب صحيحة ولا تعارض بينها وهي كلها إجمالًا على النحو التالي:
المذهب الأول: مذهب ابن الجزري وقد عد طرق حفص ٥٢ طريقًا واستقى هذه الطرق من الكتب التي وردت فيها رواية حفص عن عاصم.
المذهب الثاني: مذهب الإزميري ومن تابعه فقد أضاف خمس طرق على ما جاء في النشر فأصبحت الطرق ٥٧ طريقًا كلها صحيحة مقروء بها.
المذهب الثالث: مذهب بعض العلماء منهم الضباع ومن تابعه فقد عدوا طرق حفص بالدمج أي إذا اتفقت الأصول والفرش ورويت من كتاب واحد ولكن باختلاف الرواة فيعد هذه الطرق طريقًا واحدًا فأصبحت الطرق عندهم ٤٦ طريقًا.
المذهب الرابع: مذهب بعض العلماء منهم الضباع أيضًا في كتابه (صريح النص)
فقد نظروا إلى الأصول والفرش فقط دون النظر إلى عزو الخلاف للراوي وصاحب الكتاب ودمجوا الطرق التي اتفقت أصولًا وفرشًا فأصبحت الطرق عندهم ٢١ طريقًا.
يُنظر: الروض الباسم في طرق حفص عن عاصم لإسلام اليسر
(٢) - مصطفى بن عبد الرحمن بن محمد الأزميري الرومي الحنفي نزيل مصر.
المتوفى بمصر سنة ١١٥٥ هـ، الموافق ١٧٤٣ م.
من أشهر علماء القراءات والتجويد بعد ابن الجزري، برع وتفنن في علوم القراءات، وقام بتحرير أوجه القراءات من جميع الطرق ويعتد بكتبه في التحرير، وهي المرجع والمصدر منذ تأليفها وإلى يومنا هذا مع تحريرات المتولي. يُنظر: هداية العارفين (١/ ٦٨٢)

<<  <   >  >>