للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أمثلة ما اختلفت فيه مصاحف أهل الأمصار ما يلي:

١ - قوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم) (التوبة: آية ١٠٠)

" في المصحف المكي بزيادة "من" أي: "تجري من تحتها الأنهار".،

وهذا هو الموضع الوحيد في القرآن الكريم الذي حُذف منه حرف الجر (من) قبل (تحتها) ـ على قِراءة جمهور القرَّاء من أصحاب القراءات السَّبع المتواترة، خلافًا لابنِ كثيرٍ المكيِّ وأهلِ مكَّة الذي قرأوا بإثباتِه وخَفْض تاء (تحتها) بعدَه، وهو مُثبَتٌ في المصاحف المكيَّة.

٢ - قوله تعالى: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (البقرة: ١٣٢).

قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر "وأوصى وقرأ الباقون: (وَوَصَّى) ولذلك رسمت في مصحف أهل المدينة ومصحف أهل الشام: "وأوصى"

وفي مصحف أهل الكوفة والبصرة "ووصى" بغير ألف (١) حسب قراءة أهل كل مصر.

٣ - قوله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) (آل عمران: ١٣٣).

قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر "سارعوا" بدون واو، وقرأ الباقون (وَسَارِعُوا) بالواو، ولذلك رسمت في مصحفي أهل المدينة والشام بدون واو، وفي مصحفي أهل الكوفة وأهل البصرة بالواو (٢) حسب قراءة كل منهم.

٤ - قوله تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ) (المائدة: ٥٣).

قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر "يقول" بغير واو، وبرفع اللام. وقرأ أبو عمرو "ويقول" بالواو ونصب اللام. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف في اختياره "ويقولُ" بالواو ورفع اللام.

ولذلك رسمت في مصاحف أهل المدينة ومكة والشام "يقول" بغير واو، وفي مصاحف أهل الكوفة والبصرة وسائر العراق "ويقول" بالواو، حسب قراءة كل منهم. (٣)


(١) - يُنظر: النشر: (٢/ ٢٢٢ - ٢٢٣)، كتاب المصاحف: (١/ ٢٤٧).
(٢) - يُنظر: المقنع: (ص: ١٠٧)، كتاب المصاحف: (١/ ٢٤٨).
(٣) - يُنظر: النشر: (٢/ ٢٥٤ - ٢٥٥)، الإتحاف: (١/ ٥٣٧ - ٥٣٨).

<<  <   >  >>