للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من المحتمل قويًا دخول زوائد حرفت معنى الأحرف السبعة في ضمن تلك الروايات، وليس ذلك ببعيد بعد حصول التضارب في نقل الحادثة الواحدة وبملاحظة المعنى الذي حكته روايات أهل البيت عليهم السلام، أما أصل مفهوم الأحرف السبعة فلا أحد ينكر وجوده في القرآن، وإنما الكلام كله دائر حول المعنى الذي جعل من مفهومها دعوة مفتوحة لتحريف القرآن.

نقول: إذا كان يرى ويقرر أن الأحرف السبعة دعوى لتحريف القرآن، إذا فما مصدر تلك الأحرف التي لا ينكر وجودها في القرآن؟!

ثم يتابع العلائي ويقول:

فيتضح أن تأويل وتخريج اجتهادات السلف كانت السبب الرئيس في بيان معنى الأحرف السبعة، ويا ليت أحدهم يخبرنا، كيف عرفوا أن كل فلتات سلفهم الصالح في نصوص القرآن واجتهاداتهم في تغيير كلماته قد وصلت إليهم بتمامها حتى فسّروا عليها الأحرف السبعة وهي في نظرهم أمرٌ إلهي جاء به الوحي؟! أهكذا يصبح الدين رخيصًا؟.

نقول وبالله التوفيق:

إن القرآن نزل على حرف واحد ابتداءً، ألا وهو حرف قريش، ثم جاءت الاستزادة من الأحرف السبعة في ختام العهد المدني بعد عام الفتح بقليل، وقد كتبت الصحف العثمانية المرسلة للأمصار والمنسوخة عن المصحف الإمام موافقة للعرضة الأخيرة، وهي مشتملة كذلك على ما تبقى من الأحرف السبعة، فكل ما ثبتت قرآنيته ولم ينسخ في العرضة الأخيرة فهو القرآن الذي وعد الله بحفظه بقوله: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: ٩).

ثم يقول عليه من الله ما يستحق:

ويؤيد أن هذه التفسيرات جاءت لتلميع صورة الصحابة لا أكثر ولا أقل أن من انتهج منهج صحابتهم وأخذ بقول رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بزعمهم- وصار يقرأ القرآن على حرف من الأحرف السبعة تلاحقه اللعنات ويرمى بالتكفير من كل حدب وصوب حتى يقام عليه الحد.

إلى أن قال -عامله الله بعدله-:

وهذه الامتيازات إنما نزلت من السماء للصحابة فقط!!

نقول: والصحابة الذين -رضي الله عنهم- وزكاهم في كتابه هل يحتاجوا لامتيازات ممن جاء من بعدهم، وهم حملة الشريعة وحماة الإسلام، لكنه الجهل بقدرهم، والحقد المجوسي الذي يجري في عروقهم.

<<  <   >  >>