للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد آثرنا ذكر فحوى تلك القواعد مجملة خشيت الإطالة، ولاسيما وأنها قد أتت وافية بالمقصود، ومن رام الاستزادة فليراجعها في مظانها في "منهاج السنة".

ب- مصادر التلقي والاستدلال عند الرافضة

يُعد الاضطراب في مصادر التلقي والاستدلال من أبرز وأهم أسباب ضلال الرافضة وانحرافهم ومفارقتهم لأهل السنة والجماعة.

وإنه لما كان القرآن الكريم هو أول مصادر التلقي والاستدلال عند أهل السنة فقد اعتنوا به العناية الكاملة والتامة من كل وجه، أما الرافضة فإنهم يطعنون في القرآن ويقولون بنقصه وتحريفه، وهم بسبب مطاعنهم المشهورة في القرآن، وأقوال أئمتهم المبثوثة في مصادرهم الأصلية بتحريف كتاب الله تعالى، فقد أدى ذلك لعدم إجلالهم للقرآن، فأهملوا حفظه وتعلمه وتعليمه ومدارسة تفسيره وفهم معانيه على الوجه الصحيح.

وفي هذا الصدد يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: ٧٢٥ هـ) - رحمه الله -:

الرافضة لا تعتني بحفظ القرآن، ومعرفة معانيه وتفسيره، وطلب الأدلَّة الدالة على معانيه. (١)

وأنت ترى الآن كبار معمميهم لا يحسن الواحد منهم الاستدلال بآية على وجه صحيح، ولا يتمكن من قراءتها إلا على وجه مصحوب باللحن الجلي الذي يغير بنية الكلمة ومعناها أحيانًا.

وبما أن الرافضة أهل زيغ وضلال فقد اعتمدوا في تفسيرهم القرآن على مصنفات المعتزلة في التفسير، كتفسير الزمخشري ومن على شاكلته من أهل الاعتزال، وأخذوا منها ما يوافق أهواءهم معتمدين في ذلك على الرواية الواهية والأقوال الشاذة والضعيفة التي ينقلها المعتزلة في تفاسيرهم، ومن التفاسير التي أكثر بعضهم في تفسيره النقل عنها تفسير الثعلبي الذي اشتهر عنه رواية الأحاديث الموضوعة، ولا سيما فيما يرويه من الموضوعات عند مفتتح كل سورة.

والثعلبي لا خبرة له بالصحيح والسقيم من الأحاديث، ولا يُميِّز السُّنَّة والبدعة في كثير من الأقوال. (٢)

ومن أبرز من نقل عن الثعالبي ابن المطهر الرافضي في تفسيره، كما أنه أكثر النقل كذلك عن الواحدي تلميذ الثعالبي، الذي أكثر من رواية الأحاديث الضعيفة كذلك، وأما ما أصابوا فيه الحق فقد نقلوه عن أهل السنة.

وهم إنما يستعينون في التفسير والمنقولات بكلام المعتزلة، وكذلك بحوثهم العقلية، فما كان فيها صوابًا فإنَّما أخذوه عن أهل السُّنَّة. (٣)


(١) منهاج السنة: (٥/ ١٦٣).
(٢) منهاج السنة: (٧/ ١٢).
(٣) - منهاج السنة: (٦/ ٣٧٩).

<<  <   >  >>