ثم قال: {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} [المائدة: ٣] وفيها قولان:
أحدهما: أنها أصنام كانوا يعبدونها يذبحون لها.
والثاني: أنها أوثان كانوا يذبحون عليها، لأصنامهم، والفرق بين الأصنام والأوثان أن الصنم مصور يعبدونه، والوثن غير مصور، يتقربون به إلى الصنم، فهذه كلها محرمات نص الله تعالى على تحريمها في هذه الآية.
ثم قال: {وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلاَمِ} [المائدة: ٣] وفيها قولان:
أحدهما: أنه ما يتقامرون من الشطرنج والنرد.
والثاني: وهو أشهر أنها قداح ثلاثة مكتوب على أحدها: "أمرني ربي" وعلى الآخر: "نهاني ربي" والآخر غفل، يضربونها وإذا أرادوا سفراً أو أمراً، فإن خرج: أمرني ربي فعلوه، هران خرج "نهاني ربي" تركوه، وان خرج الغفل أعادوه وفي تسميته: استقساماً تأوبلان:
أحدهما: أنهم طلبوا به علم ما قسم لهم.
والثاني: أنهم التزموا بالقداح مثل ما التزموه بقسم اليمين.
{ذَلِكُمْ فِسْقٌ} [المائدة: ٣] فيه قولان:
أحدهما: أنه راجع إلى الاستقسام بالأزلام.
والثاني: أنه راجع إلى جميع ما تقدم تحريمه.
وفي قوله: {فِسْقٌ} [المائدة: ٣] تأويلان:
أحدهما: كفر قاله السدي.
والثاني: خروج عن طاعة الله وهو قول الجمهور ثم بين بعد المحرمات، حال نعمه عليهم، فقال: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ} [المائدة: ٣] وفي هذا اليوم قولان:
أحدهما: أنه يوم فتح مكة.
والثاني: أنه يوم حجة الوداع، وفيما يئسوا به من الذين قولان:
أحدهما: أن يرتدوا عنه.
والثاني: أن يقدروا على إبطاله.
{فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ} [المائدة: ٣] أي: لا تخشوهم أن يظهروا عليكم، واخشوني أن تخالفوا أمري.
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: ٣] فيه قولان:
أحدهما: أنه يوم عرفة في حجة الوداع، ولم يعش بعد ذلك إلا إحدى وثمانين ليلة، وهذا قول ابن عباس والسدي.
والثاني: أنه زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - كله إلى أن نزلت عليه هذه الآية في عرفة وفي إكماله للدين قولان: