للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثانية في الأسبوع الذي بعده، وفي هاتين الحلقتينتحدث جدي -رحمه الله- عن أصل أسرته وعن جده وأبويه وبيته الذي نشأ فيه صغيراً والكُتّاب الذي دخله ثم المدراس التي تنقّل بينها، كل ذلك حدّث به حديثاً مختصَراً لا تفصيل فيه ولا تطويل، لأنه لم يكن قد اختطّ خطة لكتابة هذه الذكريات ولا درى أنه سيتوسع فيها بالقَدْر الذي صنع من بعد (١). فلما رأى حديثه منشوراً في المجلة بقلم المحرر وأسلوبه اتّقَدت حماسته وشمّر عن ساعده، واستلّ من غمده قلماً كان قد طواه وشرع يكتب ذكرياته بنفسه، فثَمّ كان مبتدَأ الذكريات المنشورة وكانت أولى حلقات هذا الكتاب.

* * *

هذا مُجمَل عملي في هذه الطبعة الجديدة من «الذكريات»، لعلّي أفي به صاحبَها بعضَ الفضل الذي أنا مَدين له به، وإنه لكثير. وأرجو أن أشاركه في أجر الانتفاع بما فيها، فأكسب أجراً أجده في صحيفتي يوم الحساب، وإني إليه يومئذ لمحتاج.

مجاهد مأمون ديرانية

جُدّة: جُمادى الأولى ١٤٢٧


(١) فلما مضى يحدثنا ذلك الحديث الممتع المطوَّل عن طفولته وذكريات المدرسة وأخبار الرِّفاق والمدرّسين، لما صنع ذلك لم يكن بدٌّ من أن يعود بتفصيل مشابه إلى أصله وأسرته، وأن يقف الوقفة الطويلة مع أمه وأبيه، فصنع ذلك بعدما سار في الذكريات الشوط الطويل.

<<  <  ج: ص:  >  >>