جاءتني رسالة من المنصورة في مصر يقول مرسلها «ع. م. ل»: لقد تركناك في المستشفى في دمشق، فكيف عُدت إلى بغداد وحدّثتنا عن مظاهرة بغداد؟
هذه خلاصة الرسالة. لقد عدت إلى بغداد لأن الله قدّر عليّ أن لا أحطّ الرحال إلاّ لأجدّد الارتحال، كأنني «موكَلٌ بفضاءِ اللهِ أَذْرَعُهُ» كما قال ابن زُرَيق. «يوماً بحُزوى ويوماً بالعقيق» ... وإن كنت ما أعرف ما حُزوى هذه ولا أدري أين هي من الأرض (١). فهل أبقى دهري كله متنقلاً مرتحلاً؟
وإلى قاسيون وداري فيه؟ وهل أرى الربيع في الغوطة؟ والثلج على شعفات جبال المزة؟ أم انقطع به عهدي فلا أمل
(١) لا يعرف أحدٌ ما هي «حُزوى» على التحقيق؛ قال ياقوت إنها موضع بنجد في ديار تميم أو جبل من جبال الدهناء أو نخل باليمن أو رمل بالدّهناء. والبيت لأبي محمد الخازن، من أبيات أنشدها بين يدي الصاحب (مجاهد).