أنا لا أزال في جاكرتا عاصمة أندونيسيا، وكان اسمها قديماً «بتافيا»، فبدلّوه كما بُدِّلت أسماء كثيرة في آسيا وفي إفريقيا بعد أن استقلّ أصحابها وزال الاستعمار عنها.
وكان قد ضاق صدري من الفندق الذي أخذونا إليه، فأفهمونا أنهم اختاروه لنا ريثما يفرغ الجناح الفخم الذي أعدّوه لنا في فندق الهند. وهم يلفظون الاسم على الهجاء اللاتيني فيقولون «هوتيل دس إندس». وهو فندق عظيم حقاً، رأينا الجناح الذي أعدّوه لنا فإذا هو منزل ملوك لا فندق واحد من أمثالي من عباد الله الفقراء.
والفندق عمارات منفصلة بينها حدائق وبساتين، لا أدري لماذا شبّهته في منظره وفي روعته بالجامعة الأمريكية في بيروت، لولا أنه بعيد عن البحر بنحو ألف متر والجامعة على سِيف البحر. وكان نُزُلنا الذي أعدّوه لنا في أكبر عمارة في هذا الفندق، يُصعَد
(١) هذه الحلقة منقولة بتصرف يسير عن مقالة «في جاكرتا» المنشورة في كتاب «في أندونيسيا» (مجاهد).