أنا كلما هممت أن أمشي في ذكرياتي هذه كما يمشي الناس صرفني صارف فحوّلني ذات اليمين أو ذات الشمال، أو عثرَت رجلي بعائق قطعني عن مسيرتي ووَقَفني في مكاني.
أما الذي اعترضني اليوم فهو كنز ثمين، ما عثرت به فوقعت ولكن عثرت عليه فربحت؛ هو كتاب قيّم ستُصدِره المطبعة إن شاء الله عما قريب لداعية من أكابر الدعاة إلى الله في هذا العصر، وصديق من أكرم الأصدقاء، ومؤلّف مُكثر له كتب يعرفها الناس. ولكن لهذا الكتاب فضلاً (أي زيادة) عليها، لأنه يسرد سيرة المؤلّف الأستاذ السيد أبي الحسن الندوي، ومعه رسالة منه يشرّفني فيها فيكلّفني بأن أكتب له مقدّمة الكتاب.
وأنا لم أكن يوماً في موضع القيادة في الدعوة الإسلامية، ولكنني أمشي معها من يوم كنت أدرس في مصر سنة ١٣٤٧، فشهدت بداية الدعوة النظامية بإنشاء جمعية الشبان المسلمين، وعرفت رجالاً من أعيان الدعاة إلى الله ومن أكابرهم كما عرفت أبا الحسن؛ عرفت الشيخ البنا قبل أن تظهر جماعة الإخوان