كنت أمشي في هذه الذكريات في طريق واضح، فتشعّبَت أمامي المسالك وافترقَت (كما قلت من قبلُ) الطرق، فمن أين أمشي الآن؟ أُتِمّ الكلام عن عملي في القضاء؟ أُكمِل الحديث عن فلسطين؟ أستمرّ في عرض نماذج عن أساليبي في كتاباتي؟ وهل أستطيع أن أعرض هذه النماذج كلها؟
اخترت مرة فقرات ممّا كتبت في شبابي عن الحب من كتابي «صور وخواطر» وكتابي «قصص من التاريخ» وكتابي «قصص من الحياة» ... وثقوا أني قلت ولم أفعل، والشعراء يقولون ما لا يفعلون. وإن وصفت جمال المرأة وفتونها وصفاً دقيقاً صادقاً، ولكن ما قارفت لذة منه بالحرام ولا قاربتها. فسمعَت طرفاً منه زوجتي وأنا أُمليه في الهاتف على الأخ الكريم طاهر أبي بكر ناموس «الشرق الأوسط»(أي سكرتيرها)، وهو جزاه الله خيراً يسجّلها ويطبعها، وجزى خيراً ولدي الأستاذ عادل صلاحي الذي يصحّحها، وجزى قبل ذلك الناشرَين الكريمَين الأخوين