للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٤١ -

بغداد، المحطّة الأولى

في رحلتنا من أجل فلسطين

لوحة جميلة، فيها صور مدن وناس ومشاهد مختلفات، وفيها من غرائب العادات ما يستهوي النفس ويُثير الرغبة في الاطّلاع، ولكن ثلاثين سنة مرّت عليها محَت خطوطها إلاّ العريضةَ منها، وطمسَت ألوانها إلاّ ملامحَ منها تدلّ عليها.

وهذه الخطوط العريضة وهذه الملامح العامّة هي ما جئت أعرضه عليكم اليوم على استحياء.

رحلة امتدّت حتى عدلَت ربع محيط الأرض، ولكنها بدأت من هذه البادية: بادية الشام التي قطعتها ذاهباً وآيِباً، من دمشق إلى بغداد ثم من بغداد إلى دمشق، مرات لا أحصيها ... قولوا عشراً، قولوا أربع عشرة، إنكم لا تكونون مبالغين، ولربّما كانت أكثر من ذلك.

إذا انتهيت من مرحلة عُدت فابتدأت من حيث انتهيت، فتكون النهاية بداية والبداية نهاية، والدولاب يدور والعجلة

<<  <  ج: ص:  >  >>