ما كان مطلبي الأول يوم قدمت الرياض سنة ١٣٨٣هـ طعاماً يملأ المعدة ويُقيم الأوَد، فليس يخلو البلد من مطعم فيه من الطعام ألوان أو شوّاء عنده من اللحم أشكال، فإن لم يكن ففطيرة (سندويش) تحملها إلى حديقة عامة تجد فيها ركناً تأكلها فيه وقارورة شراب بارد تسيغها بها، فإن لم تجد ففي الماء غَناء. ولكن المطلب الأول مكان تأوي إليه، تشعر فيه بالقرار وتحسّ فيه الأمان.
وكان إخواننا المدرّسون ينزلون في شقق صغيرة (أو غرف من شقق) ينفرد فيها الرجل مع أسرته، قد فُرشت أيسر فرش وأرخصه: بساط فوقه حشية ينام عليها ووسادة يستند إليها، وما لا بدّ منه للطاعم من الأطباق والكاسات والملاعق والشوكات. فإن كان عزَباً أقام في غرفة أو اجتمع في الغرفة الواحدة اثنان. وقد تَفرّد أخونا الأستاذ عزّة النص رحمة الله عليه، فأخذ جناحاً صغيراً في فندق اليمامة، وكان أكبر فنادق الرياض، استأجره مُشاهَرة واتخذه له داراً، يستريح فيه من تدارك الفرش ومن إعداد الطعام ومن تعب الخدمة والتنظيف.