أستعير هذا العنوان من الأستاذ أكرم زعيتر، فقد كتب تحته ذكرياته الجزائرية، وأنا لي أيضاً ذكريات جزائرية، ولكن شتّان ما بينهما، وكم بين من ينفق من كيس مملوء بالذهب ومن كان مثل المتنبّي:«أمواله المواعيد»!
وأنا لا أحسده ولكن أغبطه على أنه يرجع إلى يوميّات كُتبت في حينها، يستند إليها ويعتمد عليها، واعتمادي على ذاكرة تَعِدُ ولا تفي وتُستودَع ولا تؤدّي، وهو مع علية القوم الذين يشتركون في تأليف الرواية ووضع حوارها، وأنا مع المتفرّجين بها (بها لا عليها). كلانا يصف مرحلة سفر واحدة، ولكنه في غرفة القيادة وأنا بين الركّاب.
أنا لم أزُر الجزائر، ولكن ربطني بها فوق رابطة الإسلام ورابطة العروبة أساتذةٌ لنا منها، كالشيخ المبارك، والأستاذ علي الجزائري الذي كان إماماً في لغة الفرنسيين يرجعون هم فيها إليه، وكنّا ندعوه «السيد علي»، وأستاذ الأساتذة أحمد جودة الهاشمي، والفاضل الذي كان أستاذه يوماً وصار مدير مدرستنا: محمد علي