للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٩٢ -

[التعليم في المدرسة الابتدائية]

ما أوقعني أحد؛ أنا أوقعت نفسي في الورطة. لماذا بدأت الحديث عن بغداد وأنا لم أخرج بعدُ من دمشق؟ لماذا قطعت التذكرة وحجزت مكاني على الطائرة وأنا لم أُعِدّ متاعي ولم أهيّئ حقائبي، بل أنا لم أستخرج جواز سفري؟ هل فعلت ذلك من حبي لبغداد فأسرعت بالكلام عنها قبل أن يصل بي الموضوع إليها؟ أم أنني لضيقي ممّا كنت أقاسي وأنا معلّم في المدارس الابتدائية، وأنا في البلد الذي كان يحكمه الفرنسيون، أحببت الإسراع بالفرار؟

مهما يكن الأمر فلا بد لي من رجعة إلى الوراء، أرجع سنة أو أكثر لأن هذه السنة (١٩٣٦) ومثلها السنة التي قبلها (١٩٣٥) كانتا حافلتين بالأحداث. أحداث حياتي أنا وتنقّلي بين المدارس، ومَن لقيت وماذا لقيت وماذا رأيتُ، وحياتي الأدبية: ماذا كتبت وماذا خطبت، وحياة بلدي في النضال للاستقلال والجهاد لحرّية البلاد. ولم يبقَ لي في مجال القول سعة للتفصيل فسأتحدّث بإيجاز.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>