أقدّم بين يدَي هذه الحلقة تعليقاً قصيراً على مقالتَي الأستاذ نجدة فتحي صفوة (١).
لقد انقضى أسبوع والهواتف لا تنقطع عني من إخوان لنا أدباء، من صيارفة الكلام الذين يميزون عاليه من نازله كما يميّز الصيرفي العملة النادرة الغالية من العملة الرخيصة المبتذَلة، ومن صاغة البيان الذين يعرفون عياره ومقداره كما يعرف الصائغ عيار الذهب من النظر إليه. يقولون: أقرأت مقالة نجدة فتحي صفوة؟
(١) حينما نُشرت هذه الحلقة في صحيفة «الشرق الأوسط» قدّمت لها الصحيفة بهذه المقدمة: نشرَت «الشرق الأوسط» في الأسبوعين الماضيَين مقالتين للأستاذ نجدة فتحي صفوة، الدبلوماسي العراقي، تحدّث فيهما عن ذكرياته عن أستاذَيه الشيخ علي الطنطاوي أطال الله عمره ومتّعه بالعافية، والشاعر أنور العطّار رحمه الله، عندما كانا أستاذين وكان طالباً في المدرسة الغربية المتوسطة في بغداد. وكأنما لمست المقالتان بعض الذكريات العزيزة في نفس أستاذنا الشيخ علي الطنطاوي، فهو يقدّم لحلقة اليوم من ذكرياته بهذا التعليق على المقالتين.