قعدت لأكتب هذا الفصل فجاءتني الجرائد التي يتفضّل أصحابها بإرسالها إليّ، وهي «المدينة» و «عكاظ» و «الرياض»، وقصاصات يبعث بها إليّ أخي ناجي من الجرائد التي لا تصل إليّ وهي «الشرق الأوسط» و «الجزيرة» و «الندوة». فوجدت في «الشرق الأوسط» المرافعات العظيمة التي ألقاها المحامون عن المتهمين بقتل السادات، ووجدت في «الندوة» مقالة جيدة جداً عن حرية إجارة العقارات وما تجرّه من متاعب ومشكلات. ووجدت أخبار المسلمين المعذَّبين في أفغانستان وفي فلسطين، ومسلمين آخرين أشد منهم ابتلاءً مع عدوّ أعظم خطراً وأشدّ كفراً، ولكن لا يسأل عنهم أحد ولا تمتد إليهم يدٌ بعون أو مدد.
لما قرأت هذا فترَت عزيمتي وتعثّر القلم في يدي. أنا أقعد لأكتب ذكريات لا تهمّ أحداً والنار تشتعل في كثير من بلاد المسلمين، والوباء يسري والغمّ يعمّ؟ للناس قضايا يفكّرون فيها ويتحدثون عنها، وأنا أسرد ما وقع لي من قبل حين!
لقد كنت إن ألَمّ بالمسلمين خطب أحمل سلاحي وأسرع إلى الميدان، فما لي صرت من القاعدين؟ لم يكُن سلاحي