كتب الأستاذ أحمد أبو الفتح في «الشرق الأوسط» يوم السبت ٦/ ٩/١٩٨٦ مقالة قيمة كعادته جاء فيها قوله: لقد كتبت في جريدة «الوفد» في مصر عدة مقالات أطالب فيها العلماء أن يعلنوا آراءهم فيما ارتكبه عبد الناصر ضدّ الإخوان المسلمين وغيرهم، ممن تمّ شنقهم أو تعذيبهم دون أيّ مبرّر إلاّ شعوره بأنهم لا يرضون على سياسته، وأحياناً تحت تأثير تقارير كاذبة لفّقها علماء لا ضمير أو دين يردعهم، ومع ذلك لم أجد أيّ استجابة. انتهى كلامه.
وأحسب أن الأستاذ الكريم قد ظلم العلماء، فأنا واحد من صغار طلبة العلم، لو جُمع ما كتبته في هذا الموضوع لجاء منه كتاب كامل. لذلك استأذن القراء أن أنقل لهم هنا واحدة من هذه المقالات كانت قد طُبعت في رسالة صغيرة سنة ١٣٧٤هـ (١٩٥٤) لمّا ذهبَت القافلة الأولى من الإخوان المسلمين إلى الجنة إن شاء الله عن طريق مشانق عبد الناصر، وقد طُبع منها أكثر من نصف مليون نسخة ووُزّعت في الأقطار العربية وتُرجمت إلى اللغة الأردية، وخبّروني أن خلاصتها قد تُرجمت إلى الإنكليزية ونُشرت في جرائد باكستان.