ختمتُ الحلقة الماضية بخبر المحامي الذي دافع عن قاتل زوجته فزعم للمحكمة أنهما اتفقا على أن يقتل نفسه ثم يقتلها، وسحرهم بيانه وبلاغة لسانه فلم ينتبهوا إلى أن ذلك مستحيل، وقلت بأنني نسيت اسمه. لقد ذكرت اسمه الآن، وهو هنري روبير، وهو أحد المحامين العظام في فرنسا، وهو تلميذ المحامي لاشو الذي كان يقول عن نفسه «أنا الدفاع»، والذي أنصح كل راغب في المحاماة يريد الصورة الكاملة للمحامي الناجح أن يقرأ وصفه الذي كتبه المحامي السياسي الخطيب غامبتا.
ولكن روبير لم يكن يتبع أسلوب لاشو الذي كان دفاعه شيئاً بين التمثيل المسرحي والتقرير القضائي، فيه المنطق ومعه الدليل، ولكنه يأتي به في ثوب من العبارات الطنّانة والجمل المدوّية، يتصرف بصوته فيشدّه حتى يصير كأنه مناجاة الأحبّة ومناغاة العُشّاق. أما روبير فكان يعرض الحقيقة عارية بلا أثواب، يُلقي دفاعه إلقاء سريعاً متتابع الجمل متلاحق الألفاظ، كأنه يخشى ألاّ