أنا لست هنا في موضع المؤرّخ الذي يجمع أطراف الحوادث ويحقّقها ويحكم لها أو عليها، إنما أنا واحد من الناس أكتب ما رأيت وما سمعت، بل أدوّن ما بقي في ذهني من ذكريات ما رأيت أو سمعت. وأنا في العادة لا أكتب خطب الجمعة التي ألقيها، بل إني منذ خمس عشرة سنة أو تزيد لم أعُد أكتب أحاديثي التي أبثّها من الإذاعة أو أعرضها في الرائي. ولكن خطبة الجمعة التي أُلقِيَت عقب الانفصال وأذاعتها إذاعة دمشق يوم ٢/ ٥/١٣٨١هـ صارت من مصادر التاريخ، ثم إنها لم تُنشَر قبل اليوم لأدلّ من أراد الاطّلاع عليها على مكان وجودها. لذلك استجزت لنفسي أن أنشرها هنا، وأن أصل اليوم ما انقطع منها فأبدأ من حيث وقفت في الحلقة الماضية.
* * *
قلت: هنالك استطاع نفر منهم أن يُطلِقوا أيديهم من القيد، وأن يقطعوا السلسلة التي تربط زورقهم بالمركب، وأن يسارعوا إلى الابتعاد عن الخطر. فهل أجرموا في ذلك جرماً؟