للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٦١ -

في مدرسة سَقْبا

بدأت فصلاً جديداً من سجلّ حياتي. وحياةُ الإنسان فصول كفصول المسرحية، تتبدّل فيها المشاهد ويتغير الحوار ولكن الموضوع واحد. لقد صرت أغدو كل صباح على سقبا وأروح منها كل مساء. وسَقْبا إحدى قرى أربع متجاورات: هي وحمورية وكفر بطنا (١) وجِسرين، في إقليم من الغوطة كان يُسمّى «إقليم داعية»، يسقيه فرع من فروع بردى اسمه الداعياني. وهذه النون موجودة في النسبة إلى أكثر قرى الغوطة، وأظنها نسبة آرامية، وأكثرها ذكره الأولون في أشعارهم وكتبهم، وما منها إلا وقد خرج منه علماء وأدباء نُسبوا إليه. وإذا رجعتم إلى معجم البلدان لياقوت رأيتم أسماءها وأسماءهم: سَقبا وكفر بَطنا وكفر سوسية


(١) «الكَفْر» بمعنى القرية، وفي الشام أمكنة كثيرة بهذا الاسم: كفر بطنا، كفر يَبوس (منسوبة إلى اليبوسيين)، كفر طاب، كفر سوسية، وقد نُسب إليها جماعة من الأعلام (والنسبة إليها «كَفَرْسوسي» ويقال اليوم «كَفَرْسوساني») وآخر من عرفنا من العلماء من أهلها الشيخ محمود العطّار، وقد صارت الآن حياً من أحياء دمشق. وفي مصر كفر الزيات وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>