أَصِلُ الكلام من حيث قطعته في آخر الحلقة الماضية فأكمل قصّة تدرّبي على الملاكمة.
لا، لم أصِر من أبطالها ولا بلغت مبلغ جو لويس أو محمد علي، بل أقول: إني ألممت بأصولها وقواعدها وأتقنت بضع لكمات حتّى صارت مَلَكة لي؛ أي أنني في ساعات الحرج وفي مواقف الدفاع عن النفس أستعملها عفواً بلا تفكير، وهذا ما أقصده بقولي إنها صارت مَلَكة. كما أتقنت من مسكات المصارعة اليابانية مسكة أستطيع أن أغلب بها من هو أقوى مني بثلاث مرّات، تعلمتها من رسالة صغيرة اشتريتها سنة ١٣٤٧هـ وأنا أدرس في مصر، وهي أن أمسك بيدي اليمنى يسار الخصم ثم ألوي معصمه إلى الجهة الوحشية منه، أي البعيدة عن جسده، فإنه يُضطرّ لدفع الألم عنه أن يميل معها حتّى يعطيني ظهره فأتمكّن منه، وإذا هو ثبت ولم يستدِر تُكسَر يده. والشرط فيها أن تصير لك -كما قلت- مَلَكة، أي أنك تعملها بلا تفكير، لأن المرء في ساعات الخطر والغضب لا يستطيع أن يفكّر، وأن تباغت خصمك بها من غير أن ينتبه إليها.