للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٧٤ -

رحلة الحجاز (٥)

في تبوك

لمّا قال الدليل مستبشراً فَرِحاً: "هذا شَرورى" أحسَستُ كأنه يهتف باسم حبيب قديم بَعُد به عهدي وطال عنه بُعدي، ذكرت الجبل الذي يطرب ويشرب ويغنّي، ألم يقُل الشاعر:

سَقَوني وقالوا: لا تغنِّ، ولو سَقَوا ... جبالَ شَرورى ما سقوني لَغنّتِ

على أنّ الذي كنت أحفظه «جبال حُنَين»، فأيّ الاثنين هو: شرورى كما قال ياقوت أم حُنين كما حفظت أنا؟ (١)

أما حنين فهي جارة مكّة، طالما صرت من بعد (لمّا سكنت مكّة) أخرج إليها في عَشيّات أيام الربيع، أنفّس عن النفس باجتلاء جمالها وأروّح الروح برقيق نسيمها وعاطر روحها، بساتين كلّما زرتها ذكرت الغوطة وحسبت أنني فيها، فهل هربَت من الشام


(١) الصحيح هو جبال حُنين، والبيت للحلاّج (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>