كنت قاعداً أجمع ذهني لأكتب هذه الحلقة فوصلَت الجريدة وفيها هذا النعي في إطار ظاهر بخطّ واضح:"إنا لله وإنا إليه راجعون، إن رابطة الأدب الإسلامي لَتنعي (والصواب «تنعى» بفتح العين) إلى أعضائها وإلى محبّي الأدب الإسلامي والكلمة الطيبة الدكتورَ عبد الرحمن رأفت الباشا نائب رئيس الرابطة ... "، فسقطَت الجريدة من يدي ولم أستطع أن أُتِمّ قراءة الخبر، وفركت عينَيّ وقلت: لعلّ بصري يكذبني ويُريني ما لا يرى. وعدت فأعدت قراءة الخبر وقلت: لعلّه من تشابه الأسماء، أو لعلها من كاذبات الشائعات. ولكن الذي ينعاه هو الرابطة ورئيسها الأخ الحبيب الداعية الأديب أبو الحسن علي الحسني النَّدْوي، فهل يمكن أن يخدع عليٌّ عليّاً وأن يكون الخبر مكذوباً؟
وتصورت الأستاذ عبد الرحمن رأفت الباشا وقد امتلأ أديمُه بالحياة وفاضت نفسه بالنشاط، وتخيّلته يوم كان بين تلاميذي وكنت أقول له على مشهد ومسمع من رفاقه: إنك ياعبد الرحمن