إلى الأستاذ الذي تلطّف فكتب إليّ معلّقاً على ذكرياتي: يادكتور، أشكر لك ثناءك عليّ ثناء لا أستحقه، وتشجيعك إياي على عرض ما أعرف من تاريخ أندونيسيا. أما ما تقول من جهلك وأنت أستاذ التاريخ بتاريخ المسلمين في الشرق الأقصى فشيء -كما قلتَ- معيب حقاً، ولكن العيب ليس فيك وحدك، كلّنا فيه سواء. وأنا قبل أن أرحل من ثلاثين سنة هذه الرحلة التي أحدّثكم الآن بعض حديثها لم أكن أعرف من ذلك شيئاً، بل لم أكن أدري إلاّ أقلّ من القليل عن الدول الإسلامية التي قامت في الهند واستمرّت أكثر من ثمانمئة سنة، ولم أكن أدري شيئاً عن الإسلام في روسيا إلاّ ما عرض ابن بطوطة، حتى نشر المجمع العلمي في دمشق «رحلة ابن فضلان».
وكم من دول إسلامية قامت في بقاع الأرض لا يكاد يعرف عنها المسلمون شيئاً. أمّا الإفاضة بسرد أخبار الدول الإسلامية في الشرق الأقصى فما منعني منه إلاّ أنني أكتب ذكريات، خشيت