تلقيت رسالة من أطرف الرسائل تقول مرسلتها (الجوهرة) إنها فتاة متعلمة تحبني وتعتب عليّ. تحبني كما كانت تحبّ جدها الذي فُجعت بوفاته، وإنها لمّا رأتني في الرائي شبّهتني به فهفا قلبها إليّ، وفكرت أني ربما لحقت به فبكت.
بكتني وأنا حي ورثتني قبل أن أموت، ألا ترون أن هذا هو الصواب؟ وما أدري لماذا ينتظر الناس حتى يموت الرجل ليندبوه ويرثوه ويثنوا عليه، وينحلوه مزايا ليست له وفضائل ما كان له حظّ امتلاكها! وإن كان كاتباً أو شاعراً فسّروا أدبه تفسيراً لم يكُن يخطر على باله، ونسبوا إليه أفكاراً ما خرجت قط من رأسه، بل ما دخلت إليه.
فهلاّ كان ذلك وهو حيّ يسمع ويرى، حتى يسرّ بالثناء ويصحّح الخطأ؟
أما وجه عتبها عليّ فلأني ذكرت أبي ولم أذكر أمي إلاّ