إلى الأستاذ «س. ق. م.»: نعم، لقد كانت لي صلات بالرئيس شكري بك القوتلي رحمه الله؛ كنت أزوره في داره، على موعد غالباً، وأحياناً أذهب إليه بلا موعد إن دعا إلى ذلك داعٍ. وكنت قد عرفته في جريدة «الأيام» لمّا أنشأَتها الكتلة الوطنية وكان شكري بك من أعضائها الظاهرين. ولمّا عدت من دير الزور سنة ١٩٤٠ متحمّساً أريد أن أعمل، وكانت لجنة الطلاب التي كنت رئيسها سنة ١٩٣١ قد تفرّقَت وتبدّلت حالها، لم أجد في الساحة من الوطنيين العاملين من رجال الكتلة إلاّ شكري بك، ولقد كتبت خبر ذلك فيما مرّ من هذه الذكريات. عرفتُه مناضلاً، وعرفته وزيراً، وعرفته رئيساً، فما تغيّر عليّ قليلاً ولا كثيراً، وإن كان غيره من زعماء الكتلة قد غيّرتهم المناصب.
وكانت لي صلات قبله بالرئيس محمد علي بك العابد، والرئيس هاشم بك الأتاسي، والرئيس الشيخ تاج الدين الحسني، وجماعة من رؤساء الوزارات ومن الوزراء لا أستطيع أن أحصيهم. وكثير من الوزراء، بل ومن بعض رؤساء الوزارات، كان من إخواني أو من تلاميذي، ولعلّي أجمع ذكرياتي عنهم في حلقة أو حلقات من هذه الذكريات.