كلما قلت: كلما انفتح الطريق ونويت أن أمشي في ذكرياتي كما يمشي الناس، يسوقونها متسلسلة متصلة، عرض لي في مسيرتي ما يصرفني عن وجهتي. وكان العارض هذه المرة رسالة.
كنت على عادتي أكتب رؤوس المسائل التي أريد أن أضمّنها حلقة اليوم، فورد عليّ البريد، وجعلت أفتح ظروفه فوجدت رسالة لم يكتب مرسلُها اسمَه في ذيلها، ولكن كل كلمة منها تدلّ على أنه يعرفني وأنه شاركني في بعض ذكرياتي وصحبني في مرحلة من طريق حياتي، فهو يذكّرني بأشياء لا يعرفها إلاّ من كان معي. فسرّني برسالته، ولكن أتعبني بمحاولة معرفته وأضاع عليّ في هذه المحاولة ساعات، كنت أشتغل فيها عنها ثم أعود إليها لأن ذهني قد تعلّق بها. فما الذي كان عليه لو أنه أتمّ لي فرحتي بذكر اسمه؟
إنه يسألني فيها عن بعض الأيام الغُرّ في تاريخ الشام الحديث، لماذا لم أتحدث عن دوري فيها؟ عن يوم التسلّح الذي