كان قبل هذا المؤتمر مؤتمرات، أعرف أنّ من أقدمها مؤتمر باريس الذي عُقد لمواجهة ما سُمّي «تتريك العناصر العثمانية»، وقد أخرج عنه خالي محبّ الدين الخطيب كتاباً صغيراً. ومؤتمر القدس الأول سنة ١٣٥٠، وكان رئيسه المفتي الحاجّ أمين الحسيني، ونُوّابه: محمد إقبال شاعر الإسلام، ومحمد علي علوبة الوزير المصري، وضياء الدين الطبطبائي من إيران، ومحمد زيارة الوزير اليماني. وكان في لجنة الأمانة العامّة (السكرتارية) الأساتذة: عزة دروزة وعبد القادر المظفّر وشكري القوّتلي ورياض الصلح وأحمد حلمي باشا.
ثم عُقد مؤتمر العالَم الإسلامي في كراتشي الذي كان فيه الدكتور معروف الدواليبي، وبعده بنحو عشر سنين كان هذا المؤتمر الذي جئت أتكلّم عنه.
لو أردنا تقويم (ولا تقُل تقييم) هذه المؤتمرات لوجدنا فيها خيراً كثيراً، لا شكّ في ذلك أبداً، وفيها أمور كنت أتمنّى ألاّ تكون. أوّلها حُبّ الكلام، فنحن أمة البلاغة وشعب البيان،